المحاولات القديمة لزراعة الصحراء فقرة 3 من 4
كما أن اقتراب مستوى الماء الجوفي المالح و وجود ماء الأمطار العذبة فوقه عائما يوفر للنخيل في الساحل الشرقي احتياجاته المائية من البيئة المحيطة، و هنا نجد منظومة بيئية متوافقة بين عناصر البيئة من مناخ و أرض و ماء و نبات و إنسان و حيوان.
٥- عصر محمد علي :
يسجل لنا التاريخ الحديث ملامح النهضة الشاملة الاي أحدثها محمد علي في النصف الأول من القرن التاسع عشر و التي شهدت أكبر إنجاز في تاريخ مصر الحديث على كل المستويات من ناحية :
( أ) إنشاء القناطر و الترع و الاي أمنت ري أراضي الوادي و الدلتا َ حجبت خطر الفيضان عن الأراضي مما يساهم في استقرار الزراعة و اتساع الموسم الزراعي و بالتالي زيادة العائد الزراعي.
( ب) إنشاء ( الابعاديات) و هي المناطق الصحراوية البعيدة عن المدن و اذا كان الهدف في البداية كان سياسيا لابعاد الحاشية المناوءة للحاكم إلا أنها اسهمت في اتساع الرقعة الزراعية و يكفي أن نشير إلى أنه تم استصلاح و زراعة ٩٠٠ ألف فدان في خلال سيع سنوات من ١٨٤٠ إلى ١٨٤٧ بامكانيات ذلك الوقت و ما صاحب ذلك من شق الترع و توصيل مياه الرى إلى هذه المناطق البعيدة مع إعفاء ملاكها من الضرائب لمدة عشر سنوات فكان بذلك أول من يمارس الانفتاح الاقتصادي الزراعي بمفهوم مستنير. و لعل هذا العصر و دراسته يلزم لكل مشتغل بالزراعة و الاستصلاح دراسته و اخذ النماذج منه و تحديثها لما فيه من وثبة هائلة للزراعة المصرية، و يكفي أن نشير إلى أن القناطر الخيرية ( قناطر محمد علي ) و التي لازالت راسخة حتى اليوم لتعلمنا كيف تكون منشئات الرى و ضخامتها و دقتها و التحكم فيها و التي صارت بذرة لما تلاها من مشروعات حديثة.