المحاولات القديمة لزراعة الصحراء فقرة 1 من 4
١- قدماء المصريين :
الزراعة إرث قديم قدم الإنسان و هي من أول الأعمال التي بنيت عليها الحضارات و تنسب الحضارات القديمة و الحديثة إلى الزراعة و ما يبني عليها من انشطة و لذلك يلاحظ أن القدماء المصريين اهتموا بالزراعة لأنها عماد الحياة ولانهم عرفوا الارتباط التوثيق بين النيل و الزراعة فقد أقاموا مقاييس الفيضان و التي ظلت تعمل حتى عصرنا الحالي لكي يخطط للزراعة حسب الفيضان و بذلك أقاموا أول محاولة لتفنين الرى بتحديد المساحات التي تزرع بناء على الوارد من المياه و هي نقطة في غلية الأهمية في التخطيط للزراعة و هي تأمين المورد المائي و استخدامه بكفاءة. و لعل قصة النبي يوسف في خزن القمح لسنين الجوع لتظهر مدى حكمة القدماء للتحسب لسنين الجفاف. و قدماء المصريين كانوا كذلك أول من عمروا الواحات و زرعوها على المياه الجوفية و هو ما يظهر في الآثار القديمة بسيوة و مريوط و الواحات الداخلة و الخارجة.
٢- الرومان :
فإذا اتينا الي العصر الروماني و الذي حكم مصر حوالي ثمانية قرون اثنان قبل الميلاد و سته بعده لوجدنا أن خبرة الرومان و التي جعلوا بها مصر خزانة القمح لروما حيث قاموا بزراعة الساحل الشمالي المطير بالقمح و خزنوا المياه فيما يعرف حاليا بالخزانات الرومانية للأمطار تحت الأرض و استخدامها في زراعة القمح خلال الشتاء.
و قد استفاد الرومان من ناحية خاصية الصلابة للأراضي الجيرية ( الكلسية) المنتشرة بالساحل الشمالي الغربي من جهة قلة الإنفاذ للماء في تخزين مياه الآمطار، و تقوم حاليا عدة مشروعات لتنمية الساحل الشمالي الغربي لتحديث تلك التقنية مع تركيب وحدات إروائية حديثة على هذه الخزانات للتحكم الدقيق في التصرف منها مع زراعة المساحات المناسبة وفقا للتقديرات الحسابية الدقيقة للمياه المجمعة في كل وادي.
