المخزن الحسي
1 من أصل 2
يبدو أن المخزن الحسي (الشكل 2-2) يعمل تحت مستوى الوعي؛ فهو يستقبل المعلومات من الحواس ويحتفظ بها لمدة ثانية تقريباً إلى أن نقرر أيها نوليه عنايتنا. ومثال على هذا هو «ظاهرة حفل الكوكتيل»، حيث نسمع اسمنا يُذكر في حوار دائر في مكان آخر بالغرفة؛ مما يحول انتباهنا تلقائياً إلى هذا الحوار. هناك تجربة أخرى شائعة؛ وهي أنناً قد نطلب من شخص أن يكرر فعلاً ما أو يعيد ذكر شيء قاله (اعتقاداً منا بأننا نسيناه)، بينما نكتشف في نفس الوقت أننا نستطيع – في واقع الأمر – الوصول إلى المعلومة التي قُدمت لنا سابقاً. في حالة الذاكرة الحسية، يضيع ما نتجاهله فوراً ولا يمكن استرجاعه؛ فهو يتلاشى – من منظور حسي – مثلما تخفت الأضواء وتخمد الأصوات؛ وبالتالي تستطيع أحياناً أن تلتقط صدى ما قاله شخص ما عندما لا تكون منتبهاً، ولكنك بعد ذلك بثانية ستنساه كليةً.
ظهر الدليل الموضوعي على مخازن «الذاكرة الحسية» من تجارب مثل تلك التي أجراها سبرلينج عام ١٩٦٠. قدم سبرلينج أمام المشاركين عروضاً مكونة من ١٢ حرفاً لفترة وجيزة للغاية (مثلاً: لمدة ٥٠ جزءاً من الألف من الثانية). ورغم أن المشاركين في هذه الدراسة استطاعوا ذكر حوالي أربعة حروف فقط، شك سبرلينج أن المشاركين ربما يستطيعون بالفعل تذكر المزيد من الحروف، ولكن المعلومات تلاشت بسرعة فائقة أعجزتهم عن ذكرها.