المرأة الفائقة الجمال 2 – 3
وفي هذا الجو، ترى الحسناء الجديدة، عالم الرجال، وهي تتطلع إليه من وجهة نظر زائفة جاهلة، وتحاول جاهدة، البحث عن الرجل الحقيقي، في دائرة نمن الرجال، الذين لا يصلحون جميعاً لها. ومن بين هؤلاء، تجد الرجل المتأنق، والبطل الرياضي العصري، والتي الوسيم، وهم جميعاً يبعثون فيها الرضا والارتياح لوقت قصير، ويسببون لها خيبة الأمل التي لا تبرأ منها إلا بعد وقت طويل.
وكثيراً مان فرضت الصحف والمجلات، لأسباب دعائية، صورة معينة للمرأة فائقة الجمال، سرعان ما تتشكل المرأة، راغبة أو كارهة، على هيئتها، وتطمس بذلك شخصيتها الحقيقية. تضاف إلى كل ذلك، أثقال ما يسمى بالحياة العصرية، التي تضطر صاحبات الحسن والجمال لممارستها، لا لشيء إلا لأنهن أصبحن رقيقاً، لما فيهن من جمال.
وهكذا، فإن “الفاتنة” التي تقف على منصة عالية تهتز من تحتها، وقد اختل التناسب بين وضعها وقيمتها، ينتهي بها الأمر، إلى أن تتحول إلى مخلوقة ذات نزوة، كلها عصبية، وغرور، وعيوب. وإذا هي قاومت الزمن، أو إذا هي احترقت قبل ذلك بفعل شعورها بالضياع، فإنها تجد نفسها وحيدة، مكدودة، خابت كل آمالها، وقد وضعت قدمها في بداية طريق الغروب.
لقد راهنت بكل شيء على جمالها، وها هي لا تجد إلا الذبول. إنها نهاية مملكتها، والاستسلام لهذه النهاية عسير للغاية، والكثيرات منهن لا ينجحن في ذلك