7 من أصل 7
واختار لذلك الاختبار في التدريب خبرة يجدها أغلب العاديين من الناس مخيفة وهي القفز من الطائرة بالمظلة. فإذا استطاع التغلب على ذلك الخوف بالتدريب فلا بد من أن يتحمل نوباته من القلق التلقائي.
وتلقى دروسه في التدريب على المظلة ونجح في القفز مرات، بل بدأ يستمتع بالخبرة. وعلى الرغم من ذلك ظلت نوباته من الهلع تتغلب على أفضل الجهود التي بذلتها قوة إرادته. وقال لو كان له أن يختار يوما بين الإصابة بنوبة هلع تلقائية، أو القفز من الطائرة على ارتفاع عشرة آلاف قدم –حتى وأن كان يعلم أن هناك مخاطرة تتمثل في ألا تفتح المظلة- لما وجد صعوبة في الاختيار، فهو على استعداد للقفز من الطائرة في كل حين.
وقال مريض آخر خصب الخيال “تصور أنك تمشي على حبل مشدود بين ناطحتين من ناطحات السحاب مثل مركز التجارة الدولية، وأنك عبرت منتصف المسافة حين بدأت ريح عاصف تهب، وبدأت تحس قدميك تفلتان، وتنظر إلى أسفل فإذا المسافة طويلة حتى تبلغ الشارع من تحتك. حاول أن تستجمع مشاعرك في بدنك وعقلك في ذلك الموقف –إن نوبة القلق التلقائي أسوأ حتى من هذا وإليك السبب إنك على الحبل المشدود تتعرف السبب في قلقك وتستطيع تمييز الأشياء التي تحتاج إلى أدائها لمعالجة الموقف- فالخطر واضح. وأنت تتوقع أيضا أن تحس الخوف والقلق. وليست هناك مفاجآت كبيرة. ولكن نوبة القلق التلقائية –في الجانب المقابل- يمكن أن تصيب في أي وقت بغير توقع. والأسوأ من هذا أنك لا تعرف لها سببا معقولا. وأنت لا تستطيع أن ترجعها إلى أي شيء. إنها فزع لا اسم له. إنها تأتي ممن غير مصدر محدد، وأنت لا تعرف متى تنتهي إن قدر لها أن تنتهي. ولأنها قد تداهمك في أي وقت، وفي أي مكان فإنك لا تحس الأمان في الحقيقة أبدا أينما كنت. ولو كان لك أن تتصور الجحيم فعليك أن تدخل هذا في بعض ما يتضمنه الجحيم”.