المرونة السلوكية
إن الأطفال الذين يفطنون على المستوى الاجتماعي لانفعالات الآخرين واحتياجاتهم يمكنهم اكتساب مهارات تنطوي على المرونة السلوكية. يمثِّل الاستعداد للانتقال إلى نشاط أو سلوك يفضله الآخرون أحد أشكال المرونة السلوكية؛ فالطفلة الصغيرة التي دعت زميلتها للَّعب بالقطارات ولكنها قطَّبت وجهها قد توجه السؤال التالي لزميلتها: “ما اللعبة التي تفضلينها؟” فهذه الطفلة الصغيرة التي يمكنها الانتقال بسهولة لممارسة نشاط آخر تُظهر نضجًا لا نراه عادةً في الأطفال الأصغر سنًّا. وقد تشير المرونة السلوكية أيضًا إلى استجابة الطفلة للأشخاص البالغين الذين قد يطالبونها بتغيير سلوكٍ ما؛ فعندما يقول المدرسون في رياض الأطفال مثلًا: “حسنًا، فلْيَضَعِ الفصلُ كلُّه كتابَ الأرقام جانبًا ويفتح كتاب الحروف”، فإن هؤلاء المدرسين يتوقعون أن غالبية أطفال الفصل يمكنهم تنفيذ هذا التغيير دونما حاجة لكثير من التوجيه. تتجلى هذه المرونة في الأغلب لدى الأطفال الذين عاشوا تجربة إيجابية في مرحلةِ ما قبل المدرسة، ولكن قد لا يتحلى بعض الأطفال بهذه المرونة السلوكية -وذلك وفقًا لمزايا أخرى؛ كطول وقت التركيز أو الانتباه للآخرين- عندما يلتحقون بالسنوات الأولى بالمرحلة الابتدائية وسيحتاجون إلى مساعدة لاكتساب هذه المهارة؛ فالقدرة على تغيير السلوكيات مطلوبة بصورة كبيرة لإقامة علاقات إيجابية وتحقيق النجاح في البيئات الاجتماعية خارج المنزل.