المطبات الهوائية ليست مخيفةً بالقدر الذي تعتقده
إن كنت قد خضت تجربة السفر بالطائرة من قبل فهنالك احتمالٌ كبيرٌ أنك تعّضت لتجربة المطبات الهوائية، حيث تبدأ الطائرة بالقفز صعودًا ونزولًا في سلسلةٍ من الجيوب الهوائية، حيث تعتقد أن الطائرة ستقع وتتحطم في أيّة لحظةٍ نتيجةً لذلك، والحقيقة أنها لا تمثل خطورةً على الإطلاق، حيث أنك بمعرفة القليل عن الأسس العلمية لهذه الظاهرة ستوفر على نفسك جزءًا كبيرًا من الخوف والهلع.
يمكن أن تحدث المطبات الجوية لعدة أسباب: التغير في الضغط الجوي، التيارات النفاثة، عاصفة رعدية، دوامات الهواء حول الجبال، ويمكن أن تحدث عندما تكون السماء ملبدةً بالغيوم أو سماء زرقاء صافية، لكن لنكن صريحين؛ يمكن أن تكون قاسيةً وتسبب إصابات،ٍ خاصةً عند عدم الالتزام بقواعد السلامة في الطائرة كربط الحزام، لكن احتمالية أن تقوم هذه المطبات بالتسبب في وقوع طائرة ركابٍ حديثةٍ تكاد تكون معدومة.
أولًا، بالرغم مما تشاهده داخل قمرة الطائرة فإن تأثير هذه المطبات على الطائرة قليلٌ في واقع الامر، حيث أن التغير في ارتفاع الطائرة سيكون صغيرًا على مقياس الارتفاع، ثانيا، إن الطائرات صُممت لتتحمل أعتى الاهتزازات والمطبات، والطيارون مدربون للتعامل معها، حيث أنك لن تلاحظ قيام الطيار بتخفيض سرعة الطائرة وارتفاعها ليركبها كركوب الأمواج، كما ان الطائرات التجارية بُنِيت لتتحمل أقوى الاختبارات في الجو بمقدار مرةٍ ونصف من الجهد، كما أن أجنحة الطائرة قادرةٌ على الانثناء بمقدار 90 درجة .
خلال السنوات الخمس الماضية سجلت وكالة الطيران الامريكية أقل من 50 إصابةٍ سنويةٍ ناتجةٍ عن المطبات الهوائية، وأغلبها حدثت لطاقم الطائرة نتيجة عدم قدرتهم على الجلوس في مقاعدهم وربط أحزمتهم في الوقت المناسب، هذا ليس بالرقم السيئ إذا قلت لك أن 800 مليون مسافرٍ يستخدمون الطائرة سنويًا في الولايات المتحدة وحدها، ولتعلم أن قيادة السيارة أخطر بكثيرٍ من الطائرة، كما أن التقدم التكنولوجي يزيد من أمانها اكثر فأكثر.
وفي الختام تذكر دائمًا ربط الحزام إن كنت لا ترغب أن تصاب بمكروهٍ عند مواجهة المطب الهوائي.. ورحلة سعيدة.