هذا المصرى الجديد يستلزمه بالضرورة اليوم انماطا جديدة فى التفكير ان لم اقل ثورية فهى على الاقل مختلفة و بالتالى فانه لم يعد بالامكان العيش فى ذات الاطار الفكرى الذى ميز المصريين طيلة القرون السابقة .
و العمارة باعتبارها كائنا حيا ينمو مع تطور البشر فانها حتما لابد ان يصيبها ما اصاب المصريين من تغيير صبغ حياتهم او من المنتظر ان يصبغها فالعمارة فى النهاية هى التعبيير الحقيقى عن الناس بصورة بنائية كما انها تعود لتشكلهم مرة اخرى فهم يتحركون و يعيشون فى فراغاتها اينما حلوا او رحلوا ، و الطموحات و الاحلام التى تراود خيال المصريين اليوم عن ضرورة بناء انسان ما بعد الثورة من كل جوانبه بما فيها الجوانب المرتبطة بالعمارة و العمران من شانها ان تحدث نوعية جوهرية فى هذا الفن عميق الجذور هذا الانسان الجديد لابد له من عمارة مختلفة تعبر عن جوهرة و توجه القادم كما ان من شانها ان تساعده فى انشاء صرحه الحضارى الذى يرغب فى انشائه و الذى هو بالضرورة مختلف عما شيد الاجداد و ان كان منطلقا منه و لكنه حتما سيكون بلغة مختلفة و مثلما فعل اخناتون قديما حينما دعا الى التوحيد فهجر طيبة بتقاليدها و بحث عن مكان جديد اكثر خصوبة لتقبل عبادة اتون فانه يتوجب على المصريين اليوم التوجه نحو عمران جديد مختلف عن الماضى يمكنه المساهمة فى نهضتهم الحضارية القادمة عقب الثورة ان كانوا حقا راغبين فى احداث تلك النهضة
