المقدمة
إن الربط بين إ ستراتيجية المنظمة و هيكلها الوظيفي و أدائها من المظاهر البديهية لأبجديات الإدارة الإستراتيجية حيث تحدد الإدارة الإستراتيجية الهيكل التنظيمي للمنظمة و الذي بدوره يؤثر تأثيرا جلياً على أداء المنظمة ( 12 ). إن الدراسة الواردة في هذه الورقة قد أجريت على الصورة المذكورة أعلاه والذي فيه حاولت الدراسة أن تكشف اللثام عن العلاقة بين إستراتيجية المنظمة (المتمثلة في المفاضلة و وقيادة التكلف). الهيكل التنظيمي المتمثل (درجة تطبيق إدارة الجودة الشاملة) والأداء التنظيمي (المتمثل في الجودة والابتكار والإبداع).
و من مبررات القيام بهذه الدراسة هي الحاجة إلى معرفة العلاقة بين متغيرات المجموعات الثلاث المذكورة أعلاه و التي يوجد تضارب في طبيعة العلاقة بينها كما هو مذكورة في الإطار النظري للبحث.
علاوة على ذلك نجد أن المهتمين بأمر الجودة قد نادوا بدراسة إدارة (5-3) الجودة الشاملة في إطار تنظيمي و مؤسسي يتضمن بعض العوامل كبيئة الأعمال و الثقافة التنظيمية و بالأخص إستراتيجية المنظمة. بينما نجد أن العديد من الباحثين قد قاموا بدراسة العلاقة بين إدارة الجودة الشاملة والأداء التنظيمي (6-11) ولكن لا يوجد احد من الباحثين قد حدد العلاقة بين إدارة الجودة الشاملة و أي إستراتيجية معينة و بالأخص دور إدارة الجودة الشاملة كجزء من تطبيق الإستراتيجية في تأثيرها على العلاقة بين الإستراتيجية والأداء التنظيمي و هذا ضروري عند اقتراح أنموذج الإستراتيجية التنافسية.
أكد بورتر [ 12 ] أن أي إستراتيجية تحتاج إلى موارد مختلفة و ترتيبات تنظيمية لتكون ناجحة في تحقيق الأهداف التنظيمية الأولية للإستراتيجية. باستخدام البيانات الأولية التي تم جمعها في هذه الدراسة من مؤسسات الأعمال الاسترالية، حاولت الدراسة أن تحقق هدفين اوليين. أولهما إزالة الغموض الذي يعتري العلاقة بين إدارة الجودة الشاملة و الإستراتيجية التنظيمية و أداء المنظمة الذي يظهر في الإطار النظري الذي يختص بإدارة الجودة الشاملة و الإستراتيجية التنظيمية. ثانياً لتطوير دراسة إدارة الجودة الشاملة من خلال تناولها في إطار البعد الاستراتيجي للمنظمة و ذلك من خلال دراسة مناسبتها للتطبيق في إطار دعم العلاقة بين الإستراتيجية التنظيمية و أداء المنظمة.
- الإطار النظري للدراسة:
الإطار النظري للدراسة تم تناوله في ثلاث أقسام, القسم الأول تناول العلاقة بين إدارة الجودة الشاملة و لأداء التنظيمي و هذه توفر الفهم لأساسيات العلاقتين الأخيرتين (أي العلاقة بين إدارة الجودة الشاملة و إستراتيجية المنظمة و العلاقة بين الإستراتيجية و أداء المنظمة) واللتان سيأتيان بعد القسم الأول.