الملاحظة والاستنتاج: أبحاث الذاكرة في العصر الحديث

الملاحظة والاستنتاج: أبحاث الذاكرة في العصر الحديث

2 من أصل 3

فقرة 2
الملاحظة والاستنتاج: أبحاث الذاكرة في العصر الحديث

ولكن أداء مثل هذه المهمة سيتأثر بعوامل أخرى (مثل حافز المرء، وميوله، ومعرفته العامة، وعمليات التفكير المصاحبة)، كما سيتأثر بذاكرة المرء عن الحدث الأصلي؛ لهذا من المهم توخي الحرص تجاه ما هو (١) «ملاحظ» (المتأثر في العادة بعوامل غير الذاكرة في حد ذاتها) وما هو (٢) «مستنتَج» عند إجراء بحث منهجي حول الخواص الوظيفية للذاكرة.

لتناول هذه المشكلة ، تجرى أبحاث الذاكرة عادةً عن طريق المقارنة بين المجموعات المختلفة من المشاركين (أو المعالجات المختلفة للذاكرة)، التي تُنظم بحيث يقع «الحدث السابق» – أو تُجرى المعالجة – لإحدى المجموعات دون غيرها. يقع الاختيار على مجموعات المشاركين بحيث تكون متكافئة (أو على الأقل متشابهة للغاية) في جميع الأبعاد المحتملة وثيقة الصلة. على سبيل المثال: لن تختلف المجموعات عادةً في السن، أو التعليم، أو الذكاء. هذا النوع من التصميمات البحثية هو أساس معظم (إن لم يكن جميع) المواد التي نناقشها في هذا الكتاب. والتسلسل المنطقي يسري كالتالي: بما أن الاختلاف الوحيد المعروف وثيق الصلة بين مجموعات المشاركين هو وجود – أو غياب- حدث الذاكرة أو المعالجة، فإن الاختلافات الملحوظة بين المجموعات في وقت لاحق يُفترض أنها تعكس عندئذ ذكرى ذلك الحدث، ولكن من المهم ملاحظة أن هذا افتراض (وإن كان عادةً افتراضا منطقيٍا). علاوة على هذا، من الضروري التأكد من عدم وجود اختلافات أخرى بين مجموعات الأفراد الخاضعين للتقييم يمكن أن تؤثر على نتيجة بحث الذاكرة.

 

 

m2pack.biz