الملازمات العصبية للوعي1من اصل2

الملازمات العصبية للوعي1من اصل2

الملازمات العصبية للوعي1من اصل2
الملازمات العصبية للوعي1من اصل2

كلنا أحس بالألم. إن الألم تجربة فظيعة؛ فهو شعور مزعج لا نحبه، لكن ماذا عن ماهية هذا الشعور؟ إن الألم نموذج مثالي لفهم الملازمات- أو الأسس- العصبية للوعي؛ أي الأحداث التي تتم في الدماغ التي تلازم، أو ترتبط بالتجارب الذاتية.

على الجانب الشخصي، إن الألم تجربة خاصة على نحو مثالي؛ فلا يمكننا وصف ألمنا لأحد، ولا يمكن أن نعرف مدى شدة الألم الذي يشعر به شخص آخر، إلا بمراقبة سلوكه، وحتى عند قيامنا بهذا فقد نعتقد أنه يحاول خداعنا، على الرغم من أننا لا يمكننا أبدا التأكد من الأمر. ولا يمكننا تذكر الشعور الذي نحس به عندما نتألم بمجرد أن يذهب هذا الألم. في واقع الأمر، عادة ما يقال إنه ما من امرأة يمكن أن تنجب طفلا ثانيا إذا كان بإمكانها تذكر الآلام التي شعرت بها عند ولادة طفلها الأول. وأخيرا، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نعرف بها حقا شكل الألم هي أن نعاني منه الآن.

على الجانب غير الذاتي، يحدث الألم- على سبيل المثال- عندما يجرح جزء من الجسم؛ فتحدث تغيرات كيميائية عديدة في موضع الجرح، ثم تمر الإشارات العصبية عبر الخلايا العصبية المتخصصة التي تسمى “الألياف العصبية سي العديمة الميالين” إلى الحبل الشوكي، ومن هناك إلى جذع الدماغ والمهاد والقشرة الحسية الجسدية (التي تتضمن خريطة بها كل مناطق الجسم) وقشرة الدماغ الحزامية. وتوضح عمليات تصوير الدماغ أن هناك ارتباطا قويا بين قدر الألم وقدر النشاط الذي يحدث في تلك المناطق؛ بعبارة أخرى، نحن فهمنا هنا بعضا من الملازمات العصبية للألم.

الآن، من المهم أن نتذكر أن “الارتباط لا يعني السببية”، فمن السهل أن ننزلق من الارتباطات إلى نتائج خاطئة فيما يتعلق بالسببية، كما في المثال البسيط التالي: افترض أن فريدي لديه عادة الدخول إلى غرفة المعيشة وفتح التليفزيون، تقريبا في كل مرة يفعل فيها ذلك، سرعان ما يتبع ذلك بدء مسلسل الكرتون “عائلة سيمبسون”.

m2pack.biz