الملازمات العصبية للوعي2من اصل3
عندما يدخل أناس آخرون إلى غرفة المعيشة ويفتحون التلفزيون، فإن فقرات مختلفة تماما تعرض على التلفزيون. لو كان الارتباط يعني السببية، لكان يجب علينا أن نخلص إلى أن ما يقوم به فريدي هو السبب في عرض مسلسل الكرتون. في تلك الحالة، بالطبع، نحن لا نقع في هذا الفخ، لكننا نفعل ذلك في العديد من الحالات الأخرى.
إن القاعدة العامة التي يجب أن نتذكرها هي أنه عندما يكون هناك ارتباط وثيق بين شيئين “أ” و”ب”، فهناك ثلاثة تفسيرات سببية محتملة، وهي: “أ” تسبب في “ب”، أو “ب” تسبب في “أ:، أو “أ” و”ب” تسبب فيهما شيء آخر. بالإضافة إلى ذلك، ربما يكون الأمر أن “أ” و”ب” الشيء نفسه حتى لو بدا أن أحدهما مختلف عن الآخر (مثل الماء وH2O، أو نجم الصباح ونجم المساء).
ماذا عن الألم؟ ربما يتسبب التغيرات الجسمية في الألم، وفي هذه الحالة يكون علينا حل المشكلة الصعبة، وربما يتسبب الألم في التغيرات الجسمية، وفي هذه الحالة نحتاج إلى نظرية خارقة للطبيعة، وربما حدث شيء آخر سبب كليهما، وفي هذه الحالة نحن لا نعرف ماهية هذا الشيء، أو ربما كان كلاهما الشيء نفسه. يؤيد العديد من الماديين التفسير الأخير، لكن إذا كان هذا التفسير صحيحا، فنحن ليست لدينا مطلقا أي فكرة عن كيف يمكن أن يكون صحيحا؛ إذ كيف يمكن لهذا الشعر المخيف الفظيع غير المرغوب فيه والمحرج أن يكون هو نفسه إطلاق النبضات الكهربية لبعض الألياف العصبية سي العديمة الميالين؟
يوضح هذا السؤال عمق جهلنا الحاضر فيما يتعلق بالوعي، لكننا يجب ألا نيأس؛ فالعلم لديه عادة حل المشكلات التي تبدو مستحيلة، وقد يفعل ذلك ثانية هنا، فدعونا نلق نظرة على بعض أفضل التجارب التي وضعت من أجل سبر أغوار الملازمات العصبية للوعي؛ في هذه الحالة، الوعي البصري.
دعونا نلق نظرة على مكعب نيكر المعروف في الشكل 2- 1. كلما تتأمله تجد أن له تأويلين محتملين مختلفين؛ وربما يمكنك أيضا أن تجعل هذا يحدث عن قصد؛