الملك “مانسا موسى” ورحلة للحج خلدها التاريخ
يزخر التاريخ بعظماء الإنسانية، على غرار الملك “مانسا موسى” ” Mansa Musa ” الذي ولد سنة 1280 من القرن 14 الميلادي، وقد كان من أعظم زعماء امبراطورية مالي، ومن أشهر زعماء أفريقيا والإسلام في القرون الوسطى، وقد كان خلفا للسلطان أبو بكر الثاني عام 1312م.
كما عد من أغنى أغنياء العالم على مر العصور، إذ بلغت ثروته 400 مليار دولار أميركي، وفقاً لقائمة “أغنى 25 شخص عبر التاريخ” التي أعدها ونشرها موقع “ Celebrity Net Worth website “، في سنة 2014.
وتشير المراجع، إلى أن الملك “مانسا موسى”، كان عالما ورعا حيث شهدت في عهده جامعة سانكوري ازذهارا كمركز للعلم في أفريقيا. كما كان محنكا سياسيا، فقد عمل على توسيع دولته لتضم مناجم الذهب في غينيا بالجنوب، و أصبحت عاصمته تمبكتو محط القوافل التجارية عبر الصحراء بالشمال.
علاوة على أنه بلغت مالي أوج قوتها تحت حكمه، وامتد عمر دولته 25 عاماً، بدأت إما عام 1307 أو عام 1312 حيث أن هناك إختلاف بين الباحثين حول دقة التاريخ.
الرحلة إلى الحج سجل التاريخ رحلة الملك مانسا إلى الحج عام 1324، التي عكستحجم قوته ونفوذه الإقتصادي، حيث رافقه فيها أكثر من 60 ألفاً من البشر وألفاً من الجمال المحملة بالذهب والهدايا، وكان كل واحد من تلك الجمال، التي بلغ عددها ال100 تحمل 100 رطل من الذهب.
هذه الثروة الطائلة التي حملت في رحلة امبراطور مالي إلى الحج، لم تكن للتباهي أو التفاخر أو الإسراف ولكنها كانت لغاية نبيلة وهي الصدقة والهدايا، فقد ذكر المؤرخون أنه “كان طول رحلته يوزع على كل بلاد يمر بها ذهبا واستمر في منح عطاياه وهداياه حتى وصل إلى مكة المكرمة وأدى فريضة الحج ثم رجع بالجمال، التي عادت محملة بالكتب.
علاوة على مخزون الكتب أحضر الملك أيضا بعض الطلبة والمهندسين المعماريين، الذين حولوا مدينته إلى مساجد ومدارس ومكتبات.
كما شهدت فترة حكمه، استكشاف الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ذكر المؤرخون، أن مملكة “الماندينكا”، أرسلتأسطوليين بحريين قطعا المحيط الأطلسي نحو الضفة الأخرى في رحلات إكتشافية سبقت كريستوفر كولمبس بأكثر من قرنين من الزمان، يتكون من 300 سفينة والثاني من 2000 سفينة ضخمة.
غير أن هذا الإزدهار في مملكة مالي التي كانت من أعظم المماليك الإسلامية لم يعمر طويلا، نتيجة فساد ورثة الملك “مانسا موسى”، عام 1331، مما حول مالي إلى أفقر الدول الإفريقية.
الوسوم
الحج