الممارسة في الحياة اليومية1من اصل2
تحمل الأُسَر على عاتقها مسئوليات يومية لا بد لها من الوفاء بها، وفي الوقت الذي يحتاج فيه الأطفال إلى وقت فراغ يتضمن فرصًا للَّعب والابتكار، يحتاجون أيضًا إلى التدرُّب على أداء دور فعَّال في أُسَرهم، ولا يمثِّلل ذلك ضوءًا أخضر لإرهاق الأطفال بالمهام المتعددة الخاصة بالبالغين، ولكنَّ جهودهم قد تصنع الفارق في إطار تيسير أداء الأُسَر للمهام المنوطة بها. على الرغم من ذلك، قد تُحمِّل بعضُ الأُسَر َ أطفالَها العديدَ من المهام الأخرى نظرًا للظروف الاقتصادية، ولا يملك العديدُ من الأُسَر ترفَ إكساب أبنائها المسئوليات الأُسَرية برَوِيَّة، ولكن التوقعات التي يجري التعبير عنها بطريقة ودودة تجعل عملية بناء العلاقات ذات أهمية بالغة لنجاح الأُسَر كافة؛ وفي ظل الود والنصح، يستطيع الأطفال المثقلون بالمهام تحقيقَ النجاح أيضًا.
وإذا تمكَّنت إحدى الأُسَر من تكليف الأطفال بالمهام باعتدال، ينبغي أن تبدأ تلك العملية بالمهام البسيطة ثم تزداد صعوبة المهام مع تطور الأطفال؛ حيث يُطلَق أيضًا على هذه المهام مصطلح “الأعمال الروتينية” أو “الأعمال المنزلية”، ويمكننا الشروع في هذه العملية من خلال بيان أهمية جداول العمل للأطفال وكيف يمكن لهم المساعدة في المنزل. كما أنَّ مَنْحَهم بعض اختيارات المهام المنزلية يُعد ممارسةً تعزِّز مستوى كفاءتهم وعملية بناء الثقة. ابدأ هذه الدروس عندما يكون الطفل قادرًا على التحرك، وعليك التعاون مع الطفل ومحاكاة السلوك المرغوب أمامه. يَسْهل تعليمُ الأطفالِ الدارجين وَضْعَ الدمى في المكان المخصص لها ووَضْعَ الأكواب الخاصة بهم في المطبخ ومثل هذه الأعمال المنزلية الروتينية. وقد يقاوم الأطفال في البداية إتباع هذه السلوكيات، لكنِ اشرح له في هدوء أنه كي تسير الأمور في سلاسة يجب أن يتعاون جميع أفراد الأسرة. يمكنك مثلًا مخاطبة الطفل قائلا: “أنت جزء من هذه الأسرة، ونحن بحاجة إلى مشاركة الجميع، سأساعدك في أداء مهامك اليوم.” ومن خلال تعليم الطفل أن هناك العديد من المهام التي يمكن أداؤها على مدار اليوم، والتي لا تستغرق وقتًا هائلًا ولكنها تسهم في تسهيل الأمور قليلًا على الجميع؛