المنفذ المركزي
هذا، حتى اليوم، هو المكون الأقل وضوحاً في نموذج الذاكرة العاملة لبادلي. ويُعتقد أنه يتوسط الجانبين الانتباهي والاستراتيجي في الذاكرة العاملة، وقد يكون مشتركاً في تنظيم الموارد المعرفية بين الحلقة الصوتية والسجل البصري المكاني، لو كان كلاهما نشطاً في نفس الوقت، مثلاً: إذا كنت تحاول تذكر قائمة كلمات وتمارس حركة مكانية في الوقت نفسه (مثلما طلبنا من المشاركين أن يفعلوا في أحد أبحاثنا الخاصة). عند دراسة المنفذ المركزي، طبق بادلي وزملاؤه طريقة المهمة المزدوجة، حيث صممت إحدى المهام (المهمة الأولى) لإبقاء المنفذ المركزي مشغولاً، في حني تُقيَّم المهمة الثانية بناءً على ما إذا المنفذ المركزي مشتركاً في أداء هذه المهمة أم لا. وعندما يتدنى الأداء في المهمة الثانية بسبب الأداء المتزامن للمهمة الأولى، يمكن استخلاص أن المنفذ المركزي مشترك في تأدية المهمة الثانية. إحدى المهام التي استخدمها الباحثون ليشغلوا المنفذ المركزي هي إنتاج متتاليات حرفية عشوائية. يُطلب من المشاركين إنتاج متتاليات حرفية، مع الحرص على تجنب متتاليات الأحرف التي تقع في ترتيب يحمل معنى، مثل C-A-T أو A-B-C أو .S-U-V فيَشغل إنتاج المشاركين ومراقبتهم لاختيارات الحروف المنفذ المركزي. وقد أوضحنا أن ذاكرة لاعبي الشطرنج الخبراء عن مواقع مأخوذة من مباريات شطرنج حقيقية قد تضررت بسبب تأدية مهمة إنتاج الحروف لا بسبب الكبت اللفظي؛ مما يشير إلى أن المنفذ المركزي (لا الحلقة الصوتية) كان مشتركاً في تذكر مواقع قطع الشطرنج. ومن منظور إكلينيكي، يمكن رؤية آثار ارتباك المنفذ المركزي في ذلك النوع من السلوك غيرالمنظم وغيرالمخطط الملاحظ في «متلازمة خلل التنفيذ» (التي ترتبط بالإصابة الدماغية في القشرة الأمامية للمخ؛ انظر الفصلين الخامس والسادس).