الموضوع ١٣-٢ الشخصية الكوميدية 1 من اصل 2
تنشأ الشخصية الكوميدية عادةً (لكن ليس دائمًا) في خلفية فقيرة نوعًا ما وتكون قريبة من عناصر الحياة التي يعتبرها راغدو العيش غير ذات أهمية أو بغيضة وإلا فهي تافهة أو غير مرغوب فيها. كما قال “جيري لويس”: “يجب أن تتذوق التربة قبل أن تحللها” (“فيشر” و”فيشر” ١٩٨١ صفحة xiii ). وفي الحقيقة حتى طلاء الوجه الخاص بالمهرج كان في الأصل مجرد طين مفروك. كذلك كان جزء من طريقة الشخص الكوميدي في التعامل مع الحرمان المبكر هو رفض القيم وسبل فعل الأمور السائدة بين الطبقة المتوسطة ما جعل الصف الدراسي التقليدي بغيضًا. ومن المرجح أن الكوميدي البالغ كان معروفًا في مدرسته بأنه شخص مضحك مهرج لا يستطيع البقاء بلا حراك جسديًّا أو ذهنيًّا أو عاطفيًّا فحسب ويجتذب الأنظار بأفضل طريقة يعرفها بأن يُضحِك الناس بطرائفه التي لا تتبع
القوانين. بالتالي يميل الشخص الكوميدي الذي أبلى بلاءً حسنًا في المدرسة إلى أن يكون هو الاستثناء. لقد باتت المدرسة المسرح الأول للشخص الكوميدي مع جمهور مُحتَكر لمدة خمسة أيام في الأسبوع (“فيشر” و”فيشر” ١٩٨١ صفحة ٤). المثير للاهتمام أن وحدة أبحاث التوائم بمستشفى “سانت توماس” في “لندن”
طلبت من مائتين وأربعة وخمسين زوجًا من التوائم الإناث قراءة الرسوم الهزلية نفسها (بدءًا من “جاري لارسون” إلى الرسوم الهزلية الأكثر انتشارًا) وتقييمها حسب مقياس من عشر نقاط في محاولة لتحديد التأثيرات النسبية للطبع والتطبع على الميول الكوميدية فكان استنتاجهم (الذي ورد في مجلة ” هيلث ” عدد
الأول من إبريل عام ٢٠٠٠) هو ما يلي: فسرت التأثيرات البيئية المشتركة وجود أوجه تشابه في الحس الفكاهي بين تلكم التوائم وإن لم يكن للمورثات أي أثر واضح في الأمر.