الموضوع ١٦-٣ النظام 1من اصل4

الموضوع ١٦-٣ النظام 1من اصل4

الموضوع ١٦-٣ النظام 3من اصل4 (3)

يُشتق مصطلح اليوماوي من الكلمتين اللاتينيتين Circa (“قرابة”)
و dies (“أيام”) حيث يعني ببساطة “قرابة اليوم”. حدد الباحثون موقع الجزء الذي يدير الساعة البيولوجية للجسم بالدماغ – وهو النواة فوق التصالبية
(المعروفة اختصارًا ب SCN ). لقد افترضنا طوال قرون أن للنظام اليوماوي لأجسامنا دورة مدتها أربع وعشرون ساعة وبالتالي يُفترض أن نشعر بتجدد النشاط
وبالانتعاش بعد كل فترة مدتها أربع وعشرون ساعة. إلا أن البحث الذي أجراه “تشارلز سايزلر” من جامعة هارفارد ومركز الاضطرابات اليوماوية واضطرابات
النوم بمستشفى “بريجهام آند ويمنز” في “بوسطن” إلى جانب أبحاث أجراها آخرون أشار إلى أن للعديدين منا ساعة بيولوجية للجسم مضبوطة على يوم مدته
خمس وعشرون ساعة في الواقع وأن لدى معظمنا نزعة فطرية إلى السهر متأخرًا والاستيقاظ متأخرًا عن المعتاد لدينا.
لقد اكتشف “سايزلر” أنه متى كان العمل بنوبة مدتها أربع وعشرون ساعة ضروريًّا فإن هناك جدول مواعيد أمثل مبنيًّا على إيقاع الساعات الخمس والعشرين
فيجب أن تتقدم النوبات من النهار إلى المساء إلى الليل وأن يدوم كل منها عدة أسابيع بحيث يخلد العاملون إلى النوم بمواعيد تتأخر تدريجيًّا. وهكذا حين
ينتهي العاملون الذين عملوا حتى أصبح موعد نومهم الساعة الحادية عشرة ليلًا من العمل بنوبة نهارية يبدأون في العمل بنوبة مسائية؛ محافظين على موعد
نومهم في الساعة الحادية عشرة ليلًا لعدة أيام ثم ينتقل موعد نومهم إلى منتصف الليل ثم إلى الواحدة ليلًا بعد عدة أيام وهلم جرا حتى يخلدون إلى النوم
الساعة السابعة صباحًا بعد بضعة أسابيع ويستيقظون لكي يبدأوا نوبة عمل مسائية في الرابعة عصرًا. يستغل جدول المواعيد هذه النزعة الفطرية لدى الجسم
للتأخر في الخلود للنوم وفي الاستيقاظ – أي عيش يوم مكون من خمس وعشرين ساعة (يوضح الجدول ١٦-١ كيف يمكننا الاستفادة من إيقاع الساعة البيولوجية
الممتد لخمس وعشرين ساعة عند العمل بنوبات).

m2pack.biz