الموضوع ١٧-٥ الألم والنظامية
بخصوص النظام الغذائي والنوم ووظائف الجسم وغيرها من العادات
البعض منا يعيش حياة أكثر نظامية من غيره. المقصود بكلمة نظامية أنها اعتيادية ومتوقعة ومتكررة من يوم لآخر. متى المرء نظامًا معينًا يميل إلى أن يأكل في
الوقت نفسه ويقضي حاجته في الوقت نفسه ويستسلم للنوم في الوقت نفسه ويستيقظ في الوقت نفسه كل يوم – بوجه عام يميل الأشخاص النظاميون إلى
تأدية أية وظيفة جسدية والعديد من الأنشطة المنزلية والمتعلقة بالعمل في الوقت نفسه من كل يوم. عادةً ما تكون حياتهم نظامية كما سبق أن عرَّفناها وإن
كانت هناك استثناءات تحدث معهم فعلًا. وعندما يتعرض هذا النظام للخلل يبدي الجسد رد فعل أحيانًا ما ينتج عنه ألم من نوع ما.
لسنا جميعًا نظاميين؛ بل إنني أشك في أن النظامية موزعة بين المجتمع عادةً بحيث يبقى البعض نظاميًّا طوال حياته في حين يكون آخرون غير نظاميين ويكون
غيرهم نظاميين في بعض المجالات وغير نظاميين في مجالات أخرى. أنا غير نظامي في معظم المجالات حيث أفضِّل أن أعيش حياة أكثر عفوية يكون كل يوم منها
مختلفًا عن الأيام السابقة والتالية له؛ لكنني نظامي في عدد قليل من المجالات: فأنا أحب أن أبدأ الكتابة بمشروع كتابي الحالي في حوالي الساعة الرابعة عصر أيام
العمل حتى وقت تناول العشاء في حوالي الساعة الثامنة لكن في العطلات الأسبوعية أستقطع وقتًا للتأليف متى أتيح لي ببساطة حسب التزاماتي الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك أنا نظامي في قضاء حاجتي: عادةً ما أقضيها في أول مرة بعد نهوضي من الفراش بفترة قصيرة ثم أقضيها مجددًا بعدها بنحو أربع ساعات في الصباح. لقد كنت أتبع هذا النمط بمجرد استيقاظي بكل يوم من أيام الأسبوع حين كنت أدِّرس بمدرسة ثانوية لكن بعد الأسبوع الأول لعملي بالتدريس كنت
قد أصبت بإمساك مؤلم. عندها أدركت أن القصور الذاتي المرتبط بالعمل كمعلم حيث يواصل المرء العمل مع الطلاب من الصباح الباكر وحتى وقت متأخر من
فترة ما بعد الظهر قد جعلني أنسى النوبة الثانية؛ فكان الحل الوحيد هو أن أتقبل نظامي في هذا المجال وأن أخصص وقتًا لهذه الوظيفة الجسدية.
إذن يجب أن يكون المرء مدركًا جوانب حياته التي يفضِّل أن يكون أكثر نظامية أو أقل نظامية فيها وأن يحترم هذه الخصوصيات؛ فقد تكون نتيجة الفشل في
فعل هذا مجموعة متنوعة من ردود الفعل الجسدية المؤلمة على الأرجح.