الموضوع ٢٠-١ مراحل تكون الذاكرة الثلاث 2من اصل5

لا شك في أن الكلمة المعبرة عن الرقم “٣” ستتكرر يوميًّا أو يومًا بعد يوم على أقل تقدير أما رقم “٦٣” فلن يمكن تعزيزه يومًا بعد يوم؛ لذا يمكن
إبقاء الرقم “٣” في الذاكرة قصيرة الأمد إلا أن الرقم “٦٣” سيختفي وتجب إعادة اختراعه.
مؤخرًا عدل “نيلسون كوان” فكرة “ميللر”: “سبعة أو أكثر أو أقل باثنين” إلى الرقم ٤ ( مجلة تريندس إن كوجنيتيف ساينس عدد مارس ١٩٩٨ صفحة ٧٧).
يشير “كوان” إلى أن بعض الأجزاء من المعلومات يمكن استيعابها بسهولة أكبر من أجزاء أخرى. على سبيل المثال يمكن استيعاب الكلمات سهلة النطق بسهولة
أكبر من الكلمات صعبة النطق غير المفهومة ويقول “كوان” إن الأجزاء الأربعة (أكبر أو أقل من اثنين) أكثر واقعية من الأجزاء السبعة الخاصة ب “ميللر”.
يقول واضع نظرية اتخاذ القرار “هيربرت سايمون” إن الأمر يتطلب حوالي ثماني ثوان من الانتباه الكامل لإضافة بيان جديد للذاكرة قصيرة الأمد وبمجرد السيطرة
على هذا البيان يتحول إلى “بت” وحينها يمكن دمجه مع غيره لإنشاء بيان جديد. بمعنى آخر يفقد البيان الجديد هويته كبيان بعدما يصبح جزءًا من طبيعتنا.
تتحول القطع إلى أجزاء مثلما يحدث مع الصور الفوتوغرافية عندما تتحول إلى نيجاتيف قابل للطبع بعد معالجتها.
تبدو الذاكرة طويلة الأمد كأنها تقع في قشرة المخ؛ فمن الجلي أن الذاكرة الحصينية قصيرة الأمد تتصل بقشرة المخ عبر ما نطلق عليه نحن البشر الإرادة أو الجهد؛
فبمرور الوقت تتكون قطع جديدة في المخزن طويل الأمد. باستخدام جهاز يقيس معدل تدفق الدم حدد “هنري هولكومب” باحث الذاكرة في جامعة جونز
هوبكنز قسم الطب الإشعاعي أن الذكرى المتعلقة بالمهارات الحركية تستغرق خمس أو ست ساعات لتنتقل من المخزن المؤقت في مقدمة الدماغ إلى التخزين
الدائم في الجزء الخلفي من الدماغ. من شأن محاولة تعلم مهارات جديدة قبل مرور تلك الساعات الخمس أو الست أن يتسبب في حدوث مشكلات للمهارة
المتعلمة الأولى.