الموضوع ٢٠-٣ نوعان من قطع الذاكرة
لخص “جوزيف ليدو” بحثًا عن أنواع الذاكرة عبر تحديد فئتين رئيسيتين: الذكريات التصريحية والذكريات غير التصريحية. الذكريات التصريحية هي تلك الذكريات
التي يمكنك التعبير عنها بجملة تصريحية: “قضيت عطلة نهاية الأسبوع الماضية في الجبال” “مونبلييه هي عاصمة فيرمونت”. وتنقسم قطع الذكرى التصريحية
ويُطلق عليها أيضًا الذكريات التعبيرية إلى نوعين: العرضية والدلالية. يعتبر مثال الذكرى عن عطلة نهاية الأسبوع في الجبال السابق مثالًا على الذكريات
العرضية أما لو ذُكرت مدينة “مونبلييه” فستكون ذكرى دلالية. تختص الذكريات العرضية بالتجارب والأحداث أما الذكريات الدلالية فتتعامل مع الحقائق
(الأسماء والتواريخ والأماكن). يرتبط كلا نوعي الذكريات التصريحية بالحصين ولا تقتصر على أي سياق معرفي (بصري أو مكاني أو رياضي أو غيرها). أما الذكريات
غير التصريحية والتي يُطلق عليها أيضًا اسم الذكريات الضمنية أو الإجرائية فتتضمن أنظمة أو مهارات لا يمكن التعبير عنها بجملة تصريحية. من بين الأمثلة
على ذلك كيفية قيادة دراجة هوائية أو كيفية الغناء بالشكل الصحيح أو كيفية صياغة جملة صحيحة نحويًّا وغيرها. لا تتقيد هذه الذكريات غير التصريحية
بالحصين وترتبط بقوة بالعمليات العصبية في تلك الأجزاء من الدماغ التي تحتوي على نطاقها المعرفي. يشير “ليدوكس” إلى أن الذكريات غير التصريحية لا تحتاج
إلى تذكر واعٍ (على سبيل المثال مقطوعة موسيقية أو كيفية ضرب إرسال كرة التنس) وتعمل ضمن حدود نطاق معين (على سبيل المثال النطاقات الموسيقية أو
اللغوية أو المكانية) في حين تتكون الذكريات التصريحية مستقلة عن نطاقات محددة (مثال أين قضيت عطلة العام الماضي أسماء جيرانك أرقام الهواتف). من
أجل الحفاظ على استقرار تلك الأنواع المختلفة من الذكريات انظر الشكل (٢٠-٢).
يرتبط تعلم المهارات بشكل وثيق بالفص الحوفي (الحيوانات) في حين يرتبط تعلم الحقائق بالقشرة الدماغية والتي تتطور بعد تطور المنطقة الحوفية. ربما لهذا
السبب لا يمكننا تذكر أي شيء من سنوات حياتنا الأولى – والسبب في أنه من الأسهل أن نتذكر كيفية المشي وليس كيفية نطق الكلمات. المثير في الأمر أن حدوث أذى
في الحصين (انظر الملحق أ) يمنع تعلم الحقائق الجديدة ولكنه يسمح بتعلم المهارات الجديدة.