الموضوع ٢٠-٨ التركيز والانتباه 2من اصل3

الموضوع ٢٠-٨ التركيز والانتباه 2من اصل3

الموضوع ٢٠-٨ التركيز والانتباه 2من اصل3

له وجود. لطالما كانت هناك الكثير من المعلومات التي تتنافس من أجل الاستحواذ على انتباهك. كان الصيادون والجامعون الذين نجوا في الماضي وأسهموا في
استمرار وجودنا حتى الآن هم من انتبهوا إلى مصدر التوت والبذور وغيرها من المواد المغذية. هل يمكنك تخيل أحد الجامعين قبل الميلاد بعشرة آلاف عام وهو
يتجول في أرض جديدة ويعثر على التوت البري من دون أن يحدد المكان ليتذكره فيما بعد؟ وفي اليوم التالي يسير مباشرة نحو المكان الذي حصل منه على التوت
البري في اليوم السابق. لقد كُتب على الجامعين الذين كانوا يتناولون التوت البري والبندق ويتنقلون من شجيرة إلى شجرة من دون الانتباه إلى أماكنها بالتضور
جوعًا في أسوأ الأحوال في اليوم التالي وإضاعة وقتهم الثمين في إعادة تحديد أماكن الطعام في أفضل الحالات.
ما الذي أخبرت به “أوبرا” وجمهورها إذن؟ “توقفوا وشموا الزهور فإن كنت ترغب بشدة في تذكر أمر ما فقرر أن تتذكره. ركز وانو ومارس”. ولكي أؤكد وجهة
نظري نظرت لها بتركيز وقلت: “سأقرر أن أتذكر بالتحديد كيف تبدين اليوم وأعلم أن الناس سيسألونني. حسنًا أنت ترتدين قرطًا ذهبيًّا مجدولًا ثلاث مرات
بنمط يتكرر كل بضعة سنتيمترات وترتدين بزة داكنة مكونة من قطعتين طويلة من الأسفل تصل إلى الأرض (تقريبًا) ومعطفًا مفتوحًا قصيرًا”. عبر عقد نية
التذكر وعبر التركيز على ما ترتديه مازلت أتذكر ما كانت ترتديه بعد مضي عشر سنوات ولأن الكثير من الأشخاص سألوني عن حلقة البرنامج مازلت أتذكرها
الأمر الذي قوَّى من تلك الذكرى أكثر. وتمكنت “أوبرا” من زيادة قدرتها على التذكر عبر بذل الجهود ذاتها المتعلقة بالتركيز مع عزم النية على التذكر. أمر غريب:
عندما كنا في المدرسة قررنا أن نحاول التذكر وعندما أصبحنا بالغين أصبحنا نقرأ ونلاحظ من دون بذل جهود مماثلة لنتذكر جهود على غرار تدوين الملاحظات
أو المراجعة ثم نشكو من أننا “نفقد ذاكرتنا” عندما لا نتمكن من التذكر!

m2pack.biz