الموضوع ٢١-٤ عبقرية البالغين 12من اصل12

ولا تفصل بينهم سوى بضع بوصات. قد يبدو الأمر للناظر محفوفًا بمخاطر جسيمة
حيث إنه قد يبدو كأن المتسابقين ملتصقون ببعضهم وقد يتسبب خطأ بسيط في حدوث اصطدام هائل أما بالنسبة للمتسابقين أنفسهم بفضل تركيزهم
الفائق فيبدو كل شيء أمامهم كأنه يتحرك بالحركة البطيئة وأن هناك فائضًا من المساحة والوقت يكفيان للقيام بالارتجال والمناورات الدقيقة… يتحصل
الرياضيون (أيًّا كانت مواهبهم الفطرية) على خبراتهم عبر سنوات طوال من الممارسة والتدريبات المضنية. في البداية يجب إبداء الكثير من الجهد والانتباه الواعيين
لتعلم جميع الفوارق البسيطة بين التقنيات والتوقيتات؛ ولكن في مرحلة معينة تصبح المهارات الأساسية وتمثيلاتها العصبية مغروسة بشكل كامل في الجهاز
العصبي ولا يعودون بحاجة إلى الجهد أو القرارات الواعية. هناك مستوى واحد من نشاط المخ يبدو كأنه يعمل بصورة تلقائية بينما يعمل مستوى آخر
مستوى الوعي على صياغة الوقت وهو الإدراك شديد المرونة والذي يمكن ضغطه أو مده” (صفحة ٦٣). يواصل “ساكس” حديثه قائلًا: “قد لا يرتبط الأداء
المذهل لأساتذة الشطرنج والمحاسبين الذين يجرون العمليات الحسابية بسرعة البرق والعازفين الموسيقيين الارتجاليين وغيرها من المهارات غير المعتادة بالسرعة
العصبية العادية بقدر ما يرتبط بمدى المعرفة الواسع والأنماط والإستراتيجيات المحفوظة والمهارات فائقة الدقة التي يمكنهم استغلالها… وينطبق الأمر ذاته على
عبقري الكوميديا “روبين ويليامز” الذي بدا أن سرعة بديهته وعقده للروابط ينطلقان بسرعة الصاروخ؛ ولكننا هنا لا نتعامل على الأحرى مع سرعات الخلايا
العصبية البشرية أو الدوائر البسيطة بل مع شبكات عصبية ذات نظام خارق يتخطى تعقيد أعظم الحواسب الخارقة” (صفحة ٦٩).