الموضوع ٢١-٤ عبقرية البالغين 4من اصل12
فعلى غرار أساتذة الشطرنج يمكن أن يرى “جريتزكي” نمطًا مألوفًا بالنسبة له أو قطعة ومن ثم
يضرب القرص إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة نحو المرمى. “لم يكن يرى جميع اللاعبين الأحد عشر الباقين كلًّا على حدة بل كان يراهم كأجزاء” (صفحة ٦٣).
يستشهد “جلادويل” بكتاب “بيتر جزويسكي” تحت عنوان The Game of Our Lives حيث يقول: “لا يرى جريتزكي مجموعة من اللاعبين يتحركون بل عددًا
من المواقف”. بمعنى آخر يرى “جريتزكي” على الفور نمطًا يجب على الآخرين أن يدرسوه ويستخلصوه من البيانات الخام.
تسمح تلك الألفة الحميمية للبيئة المادية المحيطة بالشخص العبقري البدني أن يتخيل – قبل أو خلال أو بعد – العملية الكاملة. حدد عالم النفس بجامعة هارفارد
“ستيفن كوسلين” أربع قدرات تتكون منها القدرة على التخيل:
١. إعادة بناء الصورة المرئية لشيء ما عند الحاجة أو عندما يرغب المرء في ذلك.
٢. فحص الصورة الذهنية وتفاصيلها عن كثب.
٣. الحفاظ على الصورة “مع التركيز على بعض أجزائها” لبعض الوقت.
٤. إدارة الصورة وتدويرها في ذهن المرء لرؤية ما يوجد على الجانب الآخر.
٧.
ويجب أن تتوافر تلك العناصر الأربعة جميعها لكي يصبح العبقري البدني مبدعًا. قد يبدو أن القدرة على التخيل تتوافر للأفراد في بيئات بعينها. على سبيل المثال
يقول “جلادويل” إنه على الرغم من أن الجرَّاح “تشارلي ويلسون” يمكنه تخيل ما يوجد داخل جمجمة الإنسان فإنه لا يمكنه تخيل مسار كرة التنس بعد ضربها
وعلى الرغم من أنه قد يُذهلك ببراعته وإبداعه في أثناء المناورات التي يقوم بها حول الصورة المتخيلة لمخ المريض فإنه لم يتمكن من التحلي بالبراعة نفسها في لعبة
التنس؛ فذلك العبقري في جراحة المخ والأعصاب ليس بارعًا في التنس. فيسمح التقطيع بتحصيل البراعة ولكنه لا يضمن تحصيلها حيث يبدو أن هناك عاملًا آخر
يتمثل في القدرة أو الموهبة أو الرؤية الفطرية التي تمكن البعض من تحقيق أعلى معدلات البراعة –