الموضوع ٢٤ -١ العمل الإبداعي 1من اصل2
تُعرِّف ” تيريزا أمابيلي” الباحثة البارزة في مجال الإبداع الإبداع من الناحية النظرية على النحو التالي (١٩٨٣ صفحة ٣٣): “يتم اعتبار منتج أو استجابة ما عملًا
إبداعيًّا إذا (أ) كان مبتكرًا وملائمًا أو مفيدًا ودقيقًا ومتقنًا أو ذا قيمة للمهمة المضطلَع بها و(ب) كانت المهمة مشجعة على الاكتشاف بدلًا من كونها حسابية
منهجية” (انظر الموضوع ٢٦-٤). ثم تحدد الباحثة ثلاثة معايير للتمييز بين الإسهامات الأكثر إبداعية والأقل إبداعية: (١) الحداثة (لم نرها أو نسمع بها من قبل) (٢)
الارتباط (ترتبط بإشباع الحاجة التي دفعت إلى إبداع ذلك الإسهام في المقام الأول)
و (٣) العفوية (لم يقم المساهم باستخدام صيغة ما لابتكار إسهامه “آليًّا”).
تتفق ” مارجريت بودن” (١٩٩٠) مع “أمابيلي” حيث تميز بين الإبداع النفسي والإبداع التاريخي ويقصد بالأول ابتكار شيء جديد ذي فائدة للشخص المبدع فقط؛
بينما يعني الثاني ابتكار شيء جديد لصالح البشرية بأكملها. وعلى حد تعبير “بودن”: “إن الفكرة الجديدة تعني ببساطة تلك الفكرة التي يمكن وصفها و/أو
صياغتها عن طريق مجموعة القواعد التوليدية نفسها التي تنطبق على غيرها من بقية الأفكار المألوفة. أما الفكرة الأصلية المبتكرة فلا نستطيع أن نفعل معها
ذلك” (صفحة ٤٠). يشرح ” روبرت ستيرنبرج” (في مجلة ريفيو أوف جنرال سايكولوجي المجلد ٣ العدد الثاني ١٩٩٩ الصفحات من ٨٣ إلى ١٠٠) طبيعة ذلك
الارتباط باستفاضة عن طريق تحديد سبع طرق مختلفة يمكن للفعل الإبداعي بها أن يرتبط بمجال متواصل:
١. التكرار المفهومي وفيه يحاول الفرد تكرار دراسة سابقة لتبين ما إذا كانت نتائجها مجرد مصادفة أم أنها ثابتة لا تتغير.
٢. إعادة التعريف وفيه يجد الفرد مفهومًا أو تطبيقًا لكيان ثابت.
٣. التزايد الأمامي وفيه يقوم الفرد بنقل نموذج مترسخ إلى مستوى أعلى.