الموضوع ٢٥ -٨ استخدام التصاحب الحسي للانتقال من الرتابة إلى الإبداع
تشير ” دايان أكرمان” (١٩٩٠) إلى أن المبدعين على مر التاريخ استخدموا مجموعة متنوعة من الحيل للابتعاد بعقولهم عن الشواغل العادية للحياة اليومية
والولوج إلى المزيد من العوالم الإبداعية. والقاسم المشترك بين هذه الحيل هو استخدامها للتصاحب الحسي وهو الظاهرة التي يؤدي فيها ميل الفرد إلى
الانشغال بإحدى الحواس إلى تحفيز ارتباط مع الحواس الأخرى. وكمثال على ذلك فإن الأصوات المنخفضة تولد صورًا مرئية ذات ألوان داكنة بينما تميل
الأصوات المرتفعة إلى توليد صور مرئية ذات ألوان فاتحة ومشرقة. ولقد قرأت عن استخدام أساليب النقل الخاصة بالتواكب الحسي: على سبيل المثال كان ” وليام
فوكنر” يأخذ إبريقًا من الشراب ويذهب به إلى مخزن التبن منتظرًا الإلهام. وكي أساعد نفسي على الولوج في الحالة المزاجية للكتابة اعتدت ارتداء قبعة بيسبول
وردية مزركشة أهدتني إياتها زوجتي “جين” في عيد مولدي الخمسين والتي نقش عليها في الجزء الأمامي “طفل في الخمسين من عمره”. وقد توقفت عن ارتدائها
بعدما ضبطتني لا أرتديها عندما جاءت لتأخذني إلى غداء عمل بعد صباح أمضيته في الكتابة؛ لذلك فقد اخترت بعدها حرق شمعة حمراء كبيرة فقد كان موسم
الاحتفالات وكانت في متناول اليد. ومنذ ذلك الحين وأنا أستخدم الشموع المضاءة كوسيلة للتحايل لتنقلني إلى عالم الكتابة.
أما التطبيقات التالية فهي أمثلة لحيل النقل عن طريق التواكب الحسي كما أوردتها “ديان أكرمان” والتي استخدمها الكُتاب عبر التاريخ.