الموضوع ٢٨ -٥ الذكريات الحقيقية في مقابل المتخيَّلة 2من اصل4
فطلبت
من أحد أصدقائها إقناع ابنته البالغة من العمر ثماني سنوات بأنها فُقدت في مركز تجاري في سن الخامسة في حين أن ذلك لم يحدث وعلق الصديق بأن ابنته
لن تصدق مثل هذه الذكرى المزروعة. ولكن لدهشة الصديق وبعد بعض التشجيع آمنت الطفلة ذات الثماني سنوات بصدق الذاكرة المزروعة لدرجة أنها أخبرت
والدها بأنها “لم تعد خائفة مثلما كانت وقتها”.
تستنتج “لوفتس” و”كيتشام” أنه لا يوجد هناك ما يسمى بالكبت فالناس لا يختارون بعناية الذكريات المؤلمة المراد استبعادها من الذاكرة الواعية كي تودعها
بعيدًا في “خزانة الذاكرة الخاصة التي لا يمكن الوصول إليها” وهناك أربعة أنواع من فقدان الذاكرة ولكنها تختلف كثيرًا عما يسمى بالكبت:
١. فقدان الذاكرة التقدمي: والذي فيه يظهر المريض ضعفًا في القدرة على تذكر الأحداث التي تقع بعد حدوث إصابة في الرأس كما هي الحال في حادثة الاعتداء
الجسدي الشهيرة لعداءة حديقة “سنترال بارك”.
٢. فقدان الذاكرة الانتكاسي: والذي يظهر فيه المريض ضعفًا في القدرة على تذكر الأحداث السابقة لحدوث إصابة الرأس.
٣. فقدان الذاكرة النفسي المنشأ: والذي يتداخل فيه حدث صادم مع حدث خزنته الذاكرة وهو يفضي إلى استدعاء جزئي للأحداث.
٤. نسيان المصدر: والذي يستطيع فيه الشخص أن يتذكر مصدر الذكرى كما هي الحال إن نسيت الشخص الذي أخبرك بمعلومة ما أو المكان الذي قمت فيه
بشراء منتج معين.
لا ينطوي أي من أشكال فقدان الذاكرة الأربعة السابقة على أي مؤشر يوحي بحدوث استبعاد انتقائي لحدث كامل كما يدعي المعالجون المؤمنون ب “الاستعادة”.
وتستنتج “لوفتس” و”كيتشام” أن الكبت لا يعدو كونه مجرد اختراع من المعالج حيث يكون مضطرًّا للتعاون مع المريض. ونتيجة لثقة المريض العمياء في معالجه
بالإيحاء تتكون الذكريات الزائفة ؛ فالذكريات “المستعادة” لوقوع اعتداء في الصغر أصبحت تتشكل من العدم. إنها تنبع من المعالجين ومجموعات “دعمهم”