الموضوع ٣٠ -٢ العوامل الخمسة الكبرى للشخصية 5من اصل6

ويوضح الجدول (٣٠-٢)
سمات العوامل الخمسة باستخدام كلمات ارتكازية تصف محرزي أعلى الدرجات بطرفي التناسب. وسوف تتكون الكلمات الوصفية المتوسطة من مجموعة من الكلمات الارتكازية تتساوى في عددها مع تلك الموجودة بكل طرف من أطراف السلسلة. على سبيل المثال عادة ما يكون الانبساطيون المتطرفون ثرثارين
واجتماعيين ويكون المنطوون المتطرفون هادئين ومنعزلين؛ أما متوازنو المزاج فقد يرون أنفسهم أنهم ثرثارون ومنعزلون بالدرجة نفسها . ومع ذلك فإن درجات
منتصف المتسلسلة – تلك التي لا تعتبر عالية ولا منخفضة والتي لا تهيمن بها إحدى السمتين المكملتين لإحداهما الأخرى على رفيقتها – تأتي في شكلين فبعض
درجات منتصف المتسلسلة تكون نتاج تفضيل نصف خصائص كل سمة – أن يكون الشخص مثلًا اجتماعيًّا نصف الوقت ومنعزلًا نصف الوقت وهناك درجات
أخرى تنتمي لمنتصف المتسلسلة لا تكون نتاج تفضيل أحد طرفي التناسب وإنما نتاج حالة متوسطة حقيقية – مثل ألا يفضل الشخص المجموعات الكبرى ولا العزلة
وإنما البقاء مع مجموعة صغيرة الحجم من الأشخاص طوال الوقت.
إن الشعبية الكبيرة التي تحظى بها البيولوجيا الاجتماعية (انظر “إي. أو. ويلسون” ١٩٧٥) تدعونا إلى الاستمتاع بتأمل المزايا التطورية لسمات بعينها فيشترط
البيولوجي الاجتماعي أو عالم النفس التطوري أن تكون بالسمة الشخصية البشرية (أو حتى السمة الحيوانية في هذا السياق) قيمة بقائية واضحة كي تستطيع
الاستمرار عبر الأجيال دون الاندثار. ويعبر “دي. إم. بوس” (١٩٩١) عن هذا بطريقة أخرى قائلًا إن القيم البقائية للعوامل الخمسة تشكل نوعًا من أنواع البيئة
التكيفية. تأمل ما يلي: الحاجة العالية للاستقرار مفيدة عند القتال والحاجة المنخفضة للاستقرار تفيد عند الانتظار بصبر خلال أوقات الحرمان الطويلة.
والانبساطية العالية مفيدة في جذب شركاء الحياة في حين أن الانبساطية المنخفضة مفيدة في المثابرة على المهام الانعزالية مثل تنشئة الطفل وتقلد دور الصياد –
جامع الطعام. والتفتح العالي على الخبرة مفيد في حالة السعي وراء الحداثة في وجه الحاجة؛