الموضوع ٣٠ -٢ العوامل الخمسة الكبرى للشخصية 1من اصل6
في هذا القسم سنُعرِّف السمات الرئيسية في نموذج العوامل الخمسة أو العوامل الخمسة الكبرى. إن المصطلحات المستخدمة هنا قائمة على أداتين طورتا في مركز الدراسات المعرفية التطبيقية: توصيف العوامل الخمسة لمكان العمل (للموظفين من البالغين) وتوصيف العوامل الخمسة للمدرسة (للطلاب من سن ١٢-٢٢
عامًا).
الحاجة للاستقرار
إن بعد الحاجة للاستقرار من نموذج العوامل الخمسة يرتبط باستجابة الفرد لحافز مثير للتوتر. فعلى أحد طرفي التناسب لدينا الشخص المرن الذي ينزع لخوض
الحياة بمستوى أكثر عقلانية من معظم الناس والذي يبدو أحيانًا متحصنًا مما يحدث حوله. هذا يذكرني بمُخرج جوقتنا الذي لم يجفل في أثناء بروفة المسرحية
بملابس التمثيل عندما سقطت المنصة التي كان يقف عليها للأمام فوضع قدميه ببساطة على إحدى الزوايا مثل كاسحة الثلج واستمر في قيادة الفرقة بالعصا.
وبالطبع انفجر جميع المغنين وعازفي الآلات في الضحك بسبب هذه المثال الكلاسيكي لانعدام الاستجابة. إنه شديد الثبات ويعتبر هذا الطرف التناسبي أيضًا بمثابة
أساس الكثير من الأدوار الاجتماعية القيمة – بدءًا من مراقبي الحركة الجوية والطيارين إلى القناصين العسكريين والمديرين الماليين والمهندسين.
وعند الطرف الآخر لدينا الشخص التفاعلي والذي تراوده مزيد من المشاعر السلبية ويعبر دومًا عن استيائه من الحياة أكثر من غيره من الأشخاص؛ لكن هذا لا
يعني أننا ننتقص من قيمة التفاعليين؛ فكثرة التعرض للمشاعر السلبية وعدم الرضا عن الحياة يعتبران أساس العديد من الأدوار بالغة الأهمية في مجتمعنا
مثل العالم الاجتماعي والأكاديمي ومتخصص خدمة العملاء.
وعبر المتسلسلة من الرجعي وحتى المرن يوجد التفاعلي والذي يملك مزيجًا من صفات كليهما والتفاعليون أكثر قدرة على التحكم في سلوكيات كلا الطرفين
سواء بتفعيلها أو بإغلاقها وفقًا لما يبدو مناسبًا للموقف؛ لكن نمطيًّا لا يستطيع الشخص التفاعلي الحفاظ على هدوء ورباطة جأش الشخص المرن لفترة
طويلة أو البقاء متيقظًا بسبب توتره مثل الرجعي (مثل ما يحدث مع مضارب بالبورصة في إحدى الجلسات).