الموضوع ٣٠ -٤ الشخصية تتغير بمرور الوقت

بحث “ماكراي” و”كوستا” (١٩٩٠) في عملهما مع دراسة بالتيمور الطولية عن الشيخوخة عن التغييرات التي تطرأ على المزاج عبر الوقت. وقد وجدا أنه خلال
العشرينات من العمر تقل الدرجات التي يحرزها الناس في التكيف والاندماج عن تلك التي يحرزونها في العوامل الثلاثة الأخرى وهما يعزوان ذلك إلى انشغال
الشباب بمسألة تشكيل الهوية (يطلق على من يحرزون درجات منخفضة في التكيف متحدين) وإلى التزامهم الضئيل بحياة مهنية محددة (يطلق على من يحرزون
درجات منخفضة في الاندماج مرنين). وفي سن الثلاثين يتراجع هذا الاختلاف نتيجة لزيادة التكيف والاندماج وانخفاض الحاجة للاستقرار والانبساطية والتفتح
على الخبرة. دعونا نَصُغْ هذا بطريقة أخرى: عندما نخطو داخل مرحلة البلوغ وعالم العمل نصير أكثر استقرارًا من الناحية العاطفية وأقل اجتماعية إلى حد ما
وأكثر تحفظًا بعض الشيء وأكثر لينًا مع الآخرين وأكثر تركيزًا على الأهداف إلى حد ما (انظر الشكل ٣٠-٤). وبداية من الثلاثينات فصاعدا تظل مستويات
السمات لدى معظم الناس ثابتة مع وجود استثناءين. فإحدى السمات الفرعية من الانبساطية – مستوى النشاط – تنخفض بشكل ما في السبعينات والثمانينات
من العمر وكذلك سمة الطموح المتفرعة من سمة الاندماج. بمعنى آخر في شيخوختنا تقل سرعتنا وطموحاتنا. ولكنها لا تقل كثيرًا: فعندما تقاعد “هيو
ماكول” رئيس بنك أوف أمريكا أسس في غضون عام شركات أخرى جديدة.
وفي الأبحاث التي أجريناها مع توصيف العوامل الخمسة الكبرى للشخصية في مكان العمل على عينة من الأشخاص تتراوح أعمارهم من الثمانية عشرة وحتى
الثمانين يعملون جميعًا بدوام كلي وجدنا أن الانخفاض في أبعاد الحاجة للاستقرار والانبساطية والتفتح على الخبرة والارتفاع المتزامن في التكيف والاندماج لدى
الأشخاص البالغين من العمر ١٩ و ٢٠ عامًا ويعملون بدوام كلي ( عدد كبير منهم متزوج ويعول أسرة بالفعل) لا يحدث تدريجيًّا كما هي الحال في فترة البلوغ
الطبيعية وإنما يكون شديد التهور فيبدو أن العمل بدوام كلي يُسرِّع عملية التطور – وهذا يعني أنهم ينضجون بشكل أسرع.