الموطن الأصلى للموالح فقرة 2 من 2
و تعتبر مشروعات التنمية الزراعية فى المناطق الصحراوية أحد السبل الهامة لزيادة الرقعة الزراعية و إنشاء المجتمعات الجديدة ، تعتبر الزراعة فى المناطق الصحراوية تحديا كبيرا للطبيعة ، فارتفاع درجات الحرارة الشديدة ، و عدم توفر العناصر الغذائية الأساسية بالتربة ، يفقد النبات القدرة على النمو بشكل سليم . و نظرا للإتجاه العام فى التوسع فى إستصلاح و زراعة الأراضى الصحراوية و التى تعانى أساسا من نقص المياه ، إضافة إلى مشكلة الملوحة سواء فى التربة أو مياه الرى ( حيث أن الآبار المستخدمة فى الرى غالبا غير متجددة و نظرا لطبيعة البيئة الصحراوية لهذه المناطق التى تؤدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة فى مياه الرى عاما بعد الآخر مع تكرار السحب منها ) . فإن الأمر يشكل عبئا على متخذى القرار إذ لابد عليه أن يتخذ كافة السبل العلمية التى تساعد على الوقاية من تفاقم أضرار تحدى الظروف البيئية إضافة إلى وضع الخطط الأستراتيجية لمواجهة ما هو متوقع ظهوره من مشاكل مستقبلا ضمانا لاستمرارية و استدامة و تطور تلك المجتمعات الزراعية المتكاملة و المستحدثة .
لذا فإن الإتجاه الحالى هو استخدام مواد طبيعية كمحسنات للتربة لتقليل الآثر الضار للملوحة . و كذا زيادة تحمل النبات للإجهادات الحرارية و الجفاف ، و ذلك بهدف تحسين النمو الخضرى و الثمرى لأشجار الموالح تحت هذه الظروف حيث بدأت مشكلة إنخفاض الإنتاج تواجه العديد من مزارعى الموالح فى الأراضى الجديدة ، و ذلك نظرا لزيادة ملوحة مياه الآبار أو فى التربة و التى تظهر بشكل أكثر وضوحا فى الأراضى الجيرية .