النثر الجاهلي
النثر هو كلام منثور لم يكتب على وزن ثابت، عرف الجاهليون النثر كما عرفوا الشعر، ولكنهم اشتهروا بالشعر أكثر، عرفوا الخطابة والقصص والأمثال والحكم وعرفوا سجع الكهان وهو نثر مسجوع، وعرفوا أيضًا الوصايا وهي لون نثري يقوله شخصٌ ذو خبرة في الحياة لمن أراد أن يستفيد منه، وقد تميز النثر الجاهلي برقي أفكاره، وجزالة ألفاظه، وقد صوروا فيها البيئة الجاهلية تصويرًا دقيقًا، ومن النثر الجاهلي الأمثال الآتية:
“لا يطاع لقصير أمر، ولأمر ما جدع قصير أنفه”.
“بيدي لا بيد عمرو”.
“رجع بخفي حنين”
ومن أمثلة النثر الجاهلي خطبة قس بن ساعدة الإيادي التي يقول فيها: “يا أيُّها الناس اجتمعوا واستمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، إنَّ في السماء لخبرا، وإنَّ في الأرض لعبرا، مهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تمور، وبحار لا تغور، حقًا لئن كان في الأمر رضا ليكونن بعده سخط، إن لله لدينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه، ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون أرضوا بالمقام فأقاموا، أم تركوا فناموا ؟”.