النسيان
2 من أصل 3
جمع الدراسات الحالية على وقوع هاتين العمليتين كلتيهما، ولكن غالباً يكون من الصعب حقاً فصل أهمية الزمن – أي ذبول الذكريات أو تلاشيها – عن التدخل من خلال أحداث أخرى؛ لأنه غالباً ما يحدث هذان الأمران معاً. على سبيل المثال: إذا حاولت أن تتذكر ما حدث في نهائي بطولة ويمبلدون للتنس لفردي الرجال في عام ١٩٩٥، فقد تكون ذاكرتك ناقصة (١) بسبب النسيان نتيجة مرور الوقت، أو (٢) بسبب النسيان نتيجة أن ذكرياتك عن نهائيات أخرى لويمبلدون للتنس لفردي الرجال تتداخل مع ذكرياتك عن نهائي عام ١٩٩٥، أو (٣) لأن «كلتا العمليتين تحدثان معاً». مع هذا، يوجد ما يدل على أن التدخل قد يكون الآلية الأكثر أهمية المسببة للنسيان (بعبارة أخرى: لو لم تكن قد رأيت مباراة تنس أخرى منذ نهائي ويمبلدون للتنس لفردي الرجال في عام ١٩٩٥، فقد تتذكر هذا الحدث أفضل من شخص رأى مباريات تنس أخرى على مدار نفس المدة الزمنية؛ لأن ذاكرتك عن نهائي ١٩٩٥ أكثر «تفرداً» إلى حد ما).
بشكل أعم، تميل تجاربنا بالفعل إلى التفاعل داخل ذكرياتنا والتداخل بعضها مع البعض الآخر؛ مما ينتج عنه اتصال ذاكرتنا عن إحدى التجارب غالباً بذاكرتنا عن تجربة أخرى. وكلما تشابهت تجربتان، زادت احتمالية تفاعلهما داخل ذاكرتنا. في بعض الحالات، قد يكون هذا التفاعل مفيداً حيث إن المعرفة الدلالية الجديدة يمكن أن تبنى على معرفة قديمة (مثلاً: ثمة ما يدل على أن محترفي الشطرنج يستطيعون تذكر مواقع قطع الشطرنج أفضل من المستجدين، كما سنرى لاحقاً في هذا الفصل). ولكن عندما يكون من الضروري فصل تجربتين وجعلهما مستقلتين تماماً، يمكن أن يدفعنا التدخل إلى التذكر بدقة أقل مما كنا سنفعل في ظروف أخرى. على سبيل المثال: قد تختلط الذكريات بعضها مع البعض حول نهائيين مختلفين لبطولة ويمبلدون للتنس.