النفط يرتفع بفعل تنامي التوقعات بتمديد اتفاق تخفيضات الإنتاج

النفط يرتفع بفعل تنامي التوقعات بتمديد اتفاق تخفيضات الإنتاج

الاقتصاد السياسي\النفط يرتفع بفعل تنامي التوقعات بتمديد اتفاق تخفيضات الإنتاج

ارتفعت أسعار النفط أمس وسط تنامي التوقعات بتمديد تخفيضات الإنتاج التي تقودها “أوبك” لما بعد منتصف العام الحالي وبفعل انخفاض مخزونات الخام الأمريكية إلى أدنى مستوياتها منذ منتصف شباط (فبراير).
وبحسب “رويترز”، فقد سجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 50.96 دولار للبرميل مرتفعة 19 سنتا بما يعادل 0.37 في المائة عن الإغلاق السابق.
وبلغ سعر العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 48.01 دولار للبرميل بزيادة 18 سنتا أو 0.38 في المائة، وقال بنك الاستثمار الأمريكي “جيفريز” في مذكرة “أسعار الخام قد تكون بصدد التعافي”.
ومن جهته، يعتقد روبن بيبر المحلل الفني لدى “بي.في.إم أويل أسوسيتس” للسمسرة في لندن أن السوق في حالة شديدة الخطورة، وأن الاتجاه العام ما زال لأسفل، وما يحدث مجرد تصحيح”.
وأفادت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة سجلت الأسبوع الماضي أكبر هبوط أسبوعي منذ كانون الأول (ديسمبر) الأسبوع الماضي مع خفض مصافي التكرير الإنتاج وتراجع حاد في الواردات.
وأشارت البيانات إلى أن مخزونات الخام هبطت 5.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الخامس من أيار (مايو) لتصل إلى 522.53 مليون برميل، وهو أدنى مستوى لها منذ شباط (فبراير)، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 1.8 مليون برميل.
وهبطت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 799 ألف برميل يوميا إلى 6.9 مليون برميل يوميا متراجعة عن مستوى سبعة ملايين برميل يوميا للمرة الأولى منذ أوائل آذار (مارس).
وانخفضت مخزونات النفط في نقطة تسليم العقود الآجلة في كاشينج في ولاية أوكلاهوما بمقدار 438 ألف برميل، وتراجع استهلاك مصافي التكرير للخام بمقدار 418 ألف برميل يوميا وانخفضت معدلات التشغيل بمقدار 1.8 نقطة مئوية.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أيضا أن مخزونات البنزين انخفضت بمقدار 150 ألف برميل الأسبوع الماضي في حين هبطت مخزونات المشتقات الوسيطة، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 1.6 مليون برميل فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض قدره مليون برميل.
وقال جريج مكينا كبير محللي السوق لدى “أكسي تريدر” لسمسرة العقود الآجلة “شهدنا الأسبوع الماضي أكبر انخفاض في المخزونات للعام حيث هبطت أكثر من خمسة ملايين برميل. ويبدو أن خفض إنتاج “أوبك” بدأ يؤثر أخيرا”.
وفي الأيام الماضية عبر منتجون كبار مثل العراق والجزائر والكويت عن دعمهم لتمديد اتفاق توصلت إليه منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” ومنتجون آخرون لتخفيض الإمدادات بنحو 1.8 مليون برميل يوميا، وقالت تركمانستان وغينيا الاستوائية “إنهما ستنضمان لاتفاق تخفيض الإنتاج وإن كانا منتجين أصغر”.
وستجتمع “أوبك” في الخامس والعشرين من أيار (مايو) لتحديد سياستها في النصف الثاني من 2017، ويتوقع معظم المحللين أن تمدد المنظمة التخفيضات حتى نهاية العام على الأقل.
وأفادت “أوبك” أن إنتاجها هبط في نيسان (أبريل)، وعلى الرغم من التخفيض هناك قليل من الإشارات على أن الإمدادات تقلصت كثيرا حيث واصل منتجون آخرون إمداد زبائن مهمين، وبخاصة في آسيا.
ورفعت “أوبك” توقعاتها لإمدادات النفط من المنتجين من خارجها في 2017 حيث شجع ارتفاع الأسعار منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة على ضخ مزيد من الخام، وهو ما يضر بجهود القضاء على تخمة المعروض العالمي ودعم الأسعار من خلال خفض الإنتاج.
وذكرت “أوبك” في تقريرها الشهري أنها عدلت بالزيادة توقعاتها لنمو إمدادات النفط من خارجها هذا العام إلى 950 ألف برميل يوميا من 580 ألف برميل يوميا في التوقع السابق.
وتقلص “أوبك” إنتاجها نحو 1.2 مليون برميل يوميا من أول كانون الثاني (يناير) لمدة ستة أشهر في أول خفض لها في ثماني سنوات لامتصاص فائض المعروض العالمي، ووافقت روسيا وعشر دول أخرى منتجة من خارج المنظمة على خفض الإنتاج بنحو نصف ذلك.
وأفادت “أوبك” في التقرير، بأن شركات النفط والغاز الأمريكية زادت بالفعل أنشطتها في 2017. ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج الخام المحكم الأمريكي بوتيرة سريعة ليزيد نحو 600 ألف برميل يوميا في 2017.

m2pack.biz