النمو السكاني والعمالة :

إن العلاقة المتينة بين العمالة والبطالة تتراخي حتماًإذا تخلينا عن افتراض أن عدد السكان ثابت، وبالتالي لم نعد ننطلق
من طاقة بشرية ثابتة من القادرين على الكب . ويتنامى عدد السكان بالهجرة من أماكن أخرى و / أو بازدياد عدد
الولادات من الوفيات. فإذا زادت معدلات النمو السكاني عن نمو العمالة فهذا يعني أن هناك زيادة في عدد الأشخاص
الذين يعرضون رغبتهم بالقيام بالعمل عما تتطلب الشركات فعلا ً . وهذا ما يؤدي بالنتيجة إلى البطالة . ويفترض هنا أن
الزيادة في عرض العمل لا تؤدي إلى انخفاض في الأجور الحقيقية . وإذا كان الباحثون عن العمل مستعدين لقبول العمل
بأجور منخفضة، فإن ذلك يؤدي إلى وضع ملائم نسبياً لرأس المال على حساب العمل بحيث يستعاض بالعمل عن رأس
المال. ولكن هناكأثر آخر يمكن أن يبرز : فإذا كان الباحثون عن العمل مستعدين للعمل بأجور منخفضة، فإن ذلك يمكن
أن يؤدي إلى مظاهر إزاحة إذا دخلت قوى عاملة رخيصة مجال العمل، وخرج مقابل ذلك، وبظروف عمل متساوية،
مجموعات من العمال الأعلى أجوراً . ففي هذه الحالة يبقى مستوى البطالة بلا تغيير .
يمكن توضيح العلاقة القائمة بين النمو السكاني والعمالة والبطالة، على مثال جمهورية ألمانيا الاتحادية في الفترة الواقعة
بين ???? و ????. ازداد عدد العاملين بحوالي ??? مليون في هذه الفترة، وهذه الزيادة كانت كافية لإنهاء البطالة
بكاملها (??? مليون عام ????). ولكن عدد العاطلين عن العمل نقص بحوالي 6????? شخص فقط، أما الطلب
الباقي على العمل فقد غدته زيادة في الطاقة البشرية القادرة على العمل (= الكسب ) والتي أتت من زيادة واضحة في
عدد السكان (?? ? + مليون ) من ناحية ومن تغير في وتيرة العمل من ناحية أخرى . وقد كان هناك في بدايات
الستينيات في ألمانيا الاتحادية نمو معاكس، فقد كانت الحاجة إلى القوة العاملة آنذاك في الاقتصاد المحلي أكبر من عرض
العمالة ومع أنه لم يكن هناك إلا ?????? عاطلا ً عن العمل فلم يكن بالإمكان سد الحاجة بالتخلص من هذا العدد القليل
من العاطلين، لأن ذلك لا يمكن أن يتحقق على المدى الطويل بساعات عمل إضافية، وهذا ما دعا الشركات إلى اجتذاب
عمال من الخارج .