بينما لا يكون هناك أي استجابة عصبية عند سماع الطائر للحنه مسجلاً وهو مستيقظ، أما عندما ينام ويصل إلى درجة النوم غير القلق فتبدأ النبضات العصبية في الانطلاق؛ ليعيد الطائر سماع لحنه حيث تنطلق لتعيد النموذج اللازم لأداء لحن الطائر داخل خلايا المخ، ولكن دون أن يصدر الطائر أي صوت.
تعديلات في النموذج العصبي:
عادة يكون هناك بعض التعديلات البسيطة في هذا النموذج؛ حيث ينطبق النموذج العصبي المعدل أكثر مع النموذج العصبي للحن الذي يغرده الطائر بعد استيقاظه مرة أخرى، وقد لوحظ أيضًا أن تلك النماذج للنشاط العصبي في أثناء نوم الطائر كان يوجد بها في بعض الأحيان بعض الفروق وكأن الطائر يقوم بسماع مجموعة من الألحان ذات الفروق الطفيفة؛ فأحيانًا تكون أسرع من اللحن المعتاد أو أبطأ منه، ويعتقد أن ذلك لتحسين لحنه ليخرجه في صباح اليوم التالي أفضل من ذي قبل، وذلك مهم بالنسبة له؛ فهذا اللحن هو وسيلته للتعرف على وليف، وكما كان لحنه أفضل استطاع إقناع الطرف الآخر بسهولة.
إن في الكيفية التي تتحول بها الأنماط السلوكية إلى أفعال داخل خلايا المخ كانت من أكبر المشاكل أمام اختصاصي الأعصاب ولكن ما أدهشهم أن يكون تكرار تلك النماذج- التي يتم من خلالها ترجمة السلوك إلى فعل- في أثنا النوم وسيلة الكائن للتعلم.
بالتأكيد خلايا المخ الإنساني أكثر تعقيدًا من خلايا مخ الكائنات الأخرى.
لكن رغم هذا كان هناك بعض المحاولات لإثبات التعلم في أثناء النوم في الإنسان أيضًا، وأحدث تلك التجارب تجربة تمت في Univerity of Liege في بلجيكا على ثمانية عشر متطوعًا، أعمارهم تراوح بين 18 و25 عامًا. تم إخضاع المتطوعين لساعات عديدة من الاختبارات لسرعة ملاحظة بعض العلامات فور ظهورها على شاشة الكمبيوتر والقيام بالضغط على مثيل تلك العلامة على لوحة المفاتيح، وفي أثناء ذلك كان يتم تصوير نشاط المخ لكل منهم باستخدام Pet Scans وهو جهاز يظهر كيفية أداء المخ عن طريق مشاهدة استخدامه للجلوكوز والأكسجين وهما وقود خلايا المخ.