النوم والأحلام1من اصل2
الأحلام تراودنا جميعا، بالرغم من زعم البعض أنهم لا يحلمون أبدا. ومن السهل إثبات ذلك. فإذا استيقظ شخص يزعم أنه لا يحلم أبدا في الوقت الذي يظهر فيه دماغه السمات المميزة لنوم حركة العين السريعة، فإنه سيذكر بالتأكيد أن حلما راوده؛ لذلك فإن من يدعي أنه لا يحلم هو في واقع الأمر مجرد شخص ينسى أحلامه؛ فالقدرة على تذكر الأحلام هي التي تختلف كثيرا من شخص إلى آخر، وليس القدرة على رؤية الأحلام. هناك دليل آخر على ذلك يتمثل في أن تعطي مثل هؤلاء الأشخاص قلم رصاص وورقة، وأن تطلب منهم كل صباح أن يدونوا أي شيء يتذكرونه عند استيقاظهم. يمكن لأي شخص فعل هذا، والتأثير المعتاد هو حدوث زيادة كبيرة في القدرة على تذكر الأحلام، وفي خلال بضعة أيام تنهال الأحلام على معظم الناس، حتى إنهم يتمنون العودة إلى ما كانوا عليه من قبل من عدم القدرة على التذكر.
في أي نوم طبيعي أثناء الليل، يمر الدماغ بأربع مراحل من نوم حركة العين غير السريعة؛ يمر أولا عبر المراحل من الأولى وحتى الرابعة، ثم يعود ثانية إلى المرحلة الأولى، ثم يدخل في فترة نوم حركة العين السريعة، ويكرر هذا النمط أربع أو خمس مرات كل ليلة. إذا تم إيقاظ الناس في تلك المراحل المختلفة، فسيصفون تجارب مختلفة؛ فكثيرا- وليس دائما- في نوم حركة العين السريعة، سيقولون إنهم يحلمون، في حين أنهم في مرحلة نوم حركة العين غير السريعة قد يقولون إنهم يفكرون تفكيرا عابرا أو مليا في شيء، أو يشاهدون صورا ثابتة إلى حد ما، أو لا يفعلون شيئا على الإطلاق. يمر الأطفال، وحتى الرضع، بنفس المراحل الفسيولوجية، لكن القدرة على رؤية أحلام معقدة وواضحة تتطور تدريجيا، مع تطور المهارات المعرفية والقدرة على التخيل.
نعرف الكثير عن فسيولوجيا النوم وبعض الجوانب التي يمكن أن يحدث فيها خطأ، لكن تلك المعرفة تخفي صورة أقل يقينا بكثير عند النظر إلى النوم كحالة من الوعي.