النيازك التي تضيء عالمنا2من اصل2
وفي النهاية، لم تكن أي مؤسسة قط- كنت أود أن أكون جزءًا منها- لترضى بقائد ليس بصادقٍ ومؤمن من أعماقه؛ فالأخلاق ليست شيئًا يتبع منظمة أو سياسة ما، وإنما تتطور لاحقًا في الحياة، فهي تتكون منذ الصغر وعلى مر الحياة.
إذن، ها أنت الآن تمتلك كل شيء لتصبح قائدًا؛ الموهبة، والذكاء، والرؤية، والقدرة على إيضاح أفكارك، واتخاذ قرارات معقولة في الوقت المناسب، والعمل الجاد، والأخلاق.
ولأني رجل أعمال مميز، أريد القول: إن أحد الأمور الضرورية لتحقيق نجاح حقيقي في القيادة في مجال الأعمال هو إدراك وتحمل المسؤوليات المتساوية والمتزامنة للزبائن غير المساهمين والمالكين على حد سواء؛ فالقائد في مجال الأعمال يتحمل مسؤولية كبيرة نحو الموظفين والعملاء والمجتمعات، كما في مسؤوليته نحو المساهمين؛ إن الشركات الكبيرة والتنفيذيين فيها يتحملون مسؤولية مشتركة كبيرة نحو بلدانهم.
قال ويندلاين وايدكينغ؛ المدير التنفيذي لشركة سيارات بورش عن هذه النقطة: نحن رجال الأعمال، يجب ألا ننظر دومًا إلى الحصول على أكبر مردود مادي، بل علينا أن نأخذ الناس في الحسبان، ونتأكد أنهم يقومون بدورهم أيضًا. “يجب أن نهتم أكثر بالزبائن؛ حينما يكونون راضين، سيكون الموظفون وحتى المالكون راضين أيضًا؛ عندئذٍ، سيتوافر لدينا المال الكافي الذي سينساب إلى جيوب المساهمين. لم أكن أولي اهتمامي للمساهمين فحسب؛ لأن هذا يحجب عن ناظري أمورًا أخرى؛ فالمساهمون يدفعون أموالهم مرة واحدة، في حين يعمل الموظفون طوال الوقت كل يوم”.