الهوية بين الفائض والنُّقصان

الهوية بين الفائض والنُّقصان

الهوية بين الفائض والنُّقصان

في كتابه الخوف من الحرية فتح إريك فروم الباب على مصراعيه امام عدة انماط من الخوف الذي يفضي بالضرورة الى الفرار، ورغم وفرة المقاربات حول مفهوم الهوية والتي راوحت بين الانثروبولوجي والسوسيولوجي من طراز الهويات القاتلة لأمين معلوف ورهاب الهوية لداريوش وحدود الهوية القومية لنديم البيطار، واخيرا الهوية الفائضة لوجيه كوثراني، الا ان هناك قوسا محذوفا من هذه الدائرة التي تصبح خانقة واختزالية اذا تحولت الهوية الى شرنقة او زنزانة، هذا القوس هو الهروب من الهوية، وادراج سؤالها الوجودي والاشكالي في خانة المسكوت عنه، ومن يهربون من سؤال الهوية هم فئتان الأولى تسعى الى الاندماج في هوية بديلة تضمن الأمان والثانية ثقافتها الوطنية سرية لأسباب إثنية، خصوصا حين تعيش في دولة ذات سقف فولاذي اشبه بالخوذة، ومن مظاهر وتجليات الفئة الأولى، التماهي من خلال الطقوس والاسماء والمناسبات الوطنية مع الأقوى او الغالب اذا شئنا استعارة هذا المصطلح من ابن خلدون الذي تحدّث مبكرا عن تماهي المغلوب وفقدانه التدريجي لخصائصه ومكونات جوهره، والاسماء مفاتيح مناسبة بل نموذجية لقراءة ثقافة الاتّقاء التي تلوذ بها جماعات عزلاء.
خيري منصور

m2pack.biz