اليوم الرابع من مهرجان “كرامة”.. ليلة مصرية رائقة وبساطة متعبة
كانت أمسية مصرية بامتياز، أبطالها فيلمان استطاعا نقل حياة الشارع المصري، باختلافاته العديدة وبهمه الإنساني المشترك، أولهما الفيلم القصير “آيس كريم”، والآخر فيلم تسجيلي طويل بعنوان “توك توك”، هذان الفيلمان اللذان عرضا ضمن فعاليات اليوم الرابع من مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان، على خشبة المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي في العاصمة الأردنية عمان.
الفيلم القصير “آيس كريم”…. وجع التجاعيد:
فيلم لم يتعدَ العشرة دقائق للمخرج المصري الشاب محمد عصام أبو العينين، يحكي قصة أربعينية تأتي لزيارة أمها العجوز الوحيدة، وتأخذها في نزهة وتطعمها “الآيس كريم”، وفي طريق العودة، يكون مصير هذه الأم الوحيدة، أن تكون أكثر وحدة بعد أن وضعتها ابنتها في دار للمسنين.
استعان أبو العينين، بالحوارات القليلة والأفعال البسيطة، والتي تؤدي بالمتلقي مباشرة وبشكل صادم إلى هذه النهاية السريعة والصادمة، ونجح المخرج إلى حد ما في استحضار وجع الفيلم وفكرته للحاضرين.
الفيلم التسجيلي “توك توك”… امضي بهم نحو الأمل:
فيلم تسجيلي للمخرج المصري روماني سعد، يوثق معاناة أطفال الفقراء في مصر، الذين يعيشون صخب شوارعها من خلال عملهم على عربات النقل ذات الثلاثة عجلات، والمشهور باسم ال”توك توك”، تعب هؤلاء الفتية أحلامهم، صعوبات الطريق والفقر، خروجهم من المدرسة حتى يعملوا ويعيلوا عائلاتهم، بالرغم من أعمارهم الصغيرة التي تراوحت بين ال 14 و ال16 عاماً.
استطاع سعد أن يعرض اللحظات التي سرقها هؤلاء الفتية ليعيشوا بعض طفولتهم في خضم العمل، هذه الطفولة التي سرقها الفقر ورماها في رجولة متعجلة، موثقاً معاناتهم ومعاناة عائلاتهم الذين تكبدوا الديون والصعاب حتى يؤمنوا لأطفالهم عملاً في واقع صعب.