انتبهي! المدينةُ تطيرُ عندَ اشتدادِ المطر
انتبهي للأزرق الخفيف
يتلألأُ على شراشف الليل
انتبهي قليلاً للأزرقِ المتلألئِ
يَضربُ العصافيرَ في النوم
انتبهي لأزرارِ قميصِكِ
تسّاقط مع النجوم
* * *
انتبهي لوجوهِ العابرين
ترتفعُ حينَ تَطلّينَ من النافذة
انتبهي لحلوِ الكلامِ
المتلألئ على خاتم الألماس
انتبهي للحيارى
يُطوحون حول البيت
يغنّونَ لكحلةِ عينيك
لخاتم الألماس وحفيف الثياب
تتلألأُ الأشجار
يتلألأُ عشبُ الحيطان ووردُ الرمان
للسيجارةِ تحرقُ أصابعَكِ
للسوتيان المُتهدل تحتَ قميصِكِ المفتوح
للدخانِ المتصاعدِ يؤلمُ أطرافَ الستائر
انتبهي للرشفةِ الأخيرةِ
في الكأس السهران
لتثاؤبِ الأوراقِ
في بُحةِ القولِ وسُكرةِ القول
انتبهي للسفينةِ تغرقُ أو تطير
لتفكّكِ الموجِ ولا جدواه
انتبهي قليلاً لخفةِ الوجود
لخفةِ الأشياءِ في الوجود
تعالي نغني إذاً
فالرصيفُ ينزلقُ بنا بعيداً
ولكن ..
انتبهي!
المدينةُ تطيرُ عندَ اشتدادِ المطر !
تمسّكي بأشجاريَ الكثيرةِ
ودعينا نطير في ذهولِ الظلالِ
وتفكُّكِ الساعات
في وجعِ القصبة،
وجعِ المزمارِ المجروح
حين يغني المغني
فتَطيرُ الأشجارُ ونرقصُ بينَ الأشجار
تطيرُ الغابةُ والظلالُ
ويطيرُ الرقصُ بالراقصين
أنتِ الراقصةُ الأولى
في جميع الليالي
حين ينزلق الرقص بالراقصين..
* شاعر عراقي
كريم عبد *