«انتشار طيفي» لـمجدي مصطفى رحلة تجريدية لإعادة اكتشاف الحواس

«انتشار طيفي» لمجدي مصطفى.. رحلة تجريدية لإعادة اكتشاف الحواس

«انتشار طيفي» لمجدي مصطفى.. رحلة تجريدية لإعادة اكتشاف الحواس

القاهرة «القدس العربي» محمد عبد الرحيم: يُقام حالياً العرض الضوئي الصوتي للفنان مجدي مصطفى بساحة «تاون هاوس». والذي سيستمر حتى 25 حزيران/يونيو الجاري. هذا المشروع الفني الذي استمر العمل به مدة ثلاث سنوات، قام بدعمه كل من برنامج المورد الثقافي للمنح الإنتاجية، صندوق المسرح العربي للشباب و الاتحاد السويسري للثقافة.
ويقوم العمل على التجريد في علاقة عضوية بين الضوء والصوت، كمحاولة لشحن المتلقي من خلال التناغم ما بين الضوء والصوت في حيز مكاني يحيط به، وفي الوقت نفسه يترك له حرية الإحاطه به.
إرشادات الهرب من الواقع
على المتلقي بداية أن يتجه حيث الإرشادات البسيطة التي تدله على مفتاح الدخول إلى هذا العالم المُشيّد من الأصوات والنقاط الضوئية. عليه أن يصعد عدة درجات من سلم صاعد ليطل على هذا العالم أولاً، ثم يهبط ليصبح داخل التجربة، ويسير بعد ذلك في ما يُشبه الدائرة، لتنتهي رحلته بالخروج.
أثناء هذه الرحلة تتباين الترددات الصوتية ما بين الارتفاع والانخفاض، محاولة أن تحرك مشاعر المتلقي من القوة إلى الضعف والعكس، وكأنه يسير فوق صراط، إعادة ترتيب هذه المشاعر مرّة أخرى طوال الدوران حول العرض تجعل الأمر أشبه بتجربة سحرية، وتوحي بإسقاط الأفكار المشوشة، وصولاً إلى درجة ما من الشعور بالخِفة كل حسب طاقته فهي محاولة للشعور بالذات وسط كل التشوش الواقعي المحيط بها.
خريطة الطاقات الضالة
يحاول الفنان تقريب فكرة العمل ولو مجازياً … بأنه يريد أن يرسم خريطة للطاقات التي تنتقل من شخص لآخر، خاصة طاقة الغضب، وما الأمر الذي يجعل الإنسان (يتوهج) على حد تعبيره. ويدلل على ذلك بمشاهدة المظاهرات من مكان مرتفع، حيث يمكن رؤية المجموعات البشرية في ترابطات ومساحات بينهما تساعد على خلق هذه الحالة، خاصة عندما يبدأ المتظاهرون في بث إشارات الليزر ذات اللون الأخضر، والتوقيتات المتباينة وغير المُدبّرة في لحظة إضاءة وانطفاء شاشة تليفون محمول تلتقط صورة مثلاً. بخلاف الأصوات المُصاحبة لهذه الأفعال. هذه مجرد صور مجازية للتجربة الفنية التي يريد الفنان من المتلقي أن يمر بها، يستشعرها، ويُجري التجربة على ذاته. وهو بذلك قام بتحويل هذه التفاصيل إلى نقاط ضوئية من طاقة بشرية إلى طاقة مصنوعة ليصبح الأمر تجريدياً لتجربة كانت، يُطلق عليها صاحب العمل بال «مؤلمة».
التكنيك
قام مجدي مصطفى بعمل تجهيز صوتي/ضوئي تبلغ مساحته حوالى 600 متر مربع، يوحي بشكل مدينة كاملة، يهبطها المتلقون بعد مشاهدتها من أعلى، ثم يتجولون حولها وقد أصبحوا داخل عالمهما/عالمهم المجرد. أثناء ذلك تنبض تيارات كهربية خلال ما يقرب من 10 آلاف وحدة إضاءة صغيرة تم تركيبها يدوياً، يغذيها 15 مصدر مختلف للطاقة من خلال أكثر من 23 ألف وصلة كهربائية تم ربطها ببعضها يدوياً. كل مصدر للطاقة تحفزه موجات صوتية تشع من أطراف ذلك المجال الضوئي المنتشر. دفعات متناغمة من ترددات عميقة للصوت، تحدد الشكل النهائي للضوء. في الوقت نفسه وبشكل متقطع، تبث مكبرات الصوت أصواتاً ذات ترددات عالية وأخرى شديدة الانخفاض، وهي تمثل بذلك المُعادل الصوتي للنقطة الحادة لكل وحدة إضاءة منفردة كوحدة بنائية للعمل الفني ككل.

m2pack.biz