انتقاله إلى الأزهر

انتقاله إلى الأزهر

2من اصل3

وهكذا تحوّل طه، المتبرّم من مشايخه في الدين الذين يغلب على معظمهم الجهل والتخلّف، وهكذا كان رأي المرْصفي نفسه بهؤلاء المشايخ من زملائه الذين كان لا يفتر عن تقريعهم والعبث بهم؛ تحوّل طه إلى اللغة والأدب، وصار المّرْصفي أستاذه الأوّل الذي غرس فيه الذوق الأدبيّ، ودرّبه على قراءة النصّ العربيّ القديم قراءة سليمة ومتفحّصة ومعمّقة. والكلام على الشيخ سيّد المّرْصفي يطول عندنا ويتفرع ،ما دام أنّنا خَصَصْنا هذا العلامة لدى

دراستنا “طه حٌسَين، رجل وفكر وعصر” (دار الآداب، بيروت 1985) بفصل مُسْهَب متشعب (ص 168-149)، فقد كان المّرْصفي هو الباعث الحقيقيّ على انعطاف طه حُسَين بشكل حاسم نحو الأدب العربيّ، وعلى تركه الأزهر، الصّرْح البالي لعهده، وولوجه بعدئذ الجامعة المِصْريّة الوليدة عام 1908.

وكان من جراءة مصطفي الغلاييني، وهذه الجراءة علامة فارقة في شخصه منذ بواكير حياته، أنّه كتب، وهو في مصْر تلميذ يتلقّى العلم الأزهري، على صَفَحات جريدة “الأهرام” مندّداً بفساد طرق التعليم في الأزهر، في مواجهة منه مع المحافظين والمتزمّتين.

فقره2
فقره2
m2pack.biz