انخفاض أسعار النفط يؤثر في أرباح «شل» في الربع الثاني
قالت شركة رويال داتش شل البريطانية الهولندية أمس “إن أرباحها خلال الربع الثاني انخفضت بنسبة أكثر من 70 في المائة مقارنة بنفس الربع من العام الماضي”، وأرجعت ذلك إلى “التحدي الكبير” المتمثل في انخفاض أسعار النفط.
وبحسب “الألمانية”، فقد انخفضت أرباح “شل” خلال ثلاثة أشهر حتى حزيران (يونيو) الماضي إلى 1.05 مليار دولار، متراجعة بنسبة 3.8 في المائة مقارنة بنفس الربع من عام 2015، وكانت “شل” قد دشنت برنامجا لإعادة الهيكلة وخفض تكاليف العام الماضي.
وقال بين فان بوردين المدير التنفيذي للشركة “إن انخفاض أسعار النفط ما زال يمثل تحديا كبيرا للقطاع، خاصة بالنسبة إلى الأنشطة السابقة للإنتاج”، وتعتبر نتائج الأعمال الماضية هي الأولى التي تشمل شركة “بي جي جروب”، التي استحوذت عليها “شل” بقيمة 50 مليار دولار في شباط (فبراير) الماضي.
وتعمل “رويال داتش شل” على التحول من النفط إلى التركيز على الغاز، وقال الرئيس التنفيذي ل “شل”، “نحن شركة غاز أكثر من شركة نفط”، ويراهن فان بوردين على مشاريع غاز مثل “كورتيس آيلاند” لمعالجة التحدي الرئيسي الذي يواجه كل شركات النفط الكبرى وهو كيفية البقاء في عالم يتحرك أسرع نحو طرق جديدة لإنتاج واستهلاك الطاقة.
ويعد العنصر الحاسم في توجه “شل” نحو الغاز، هو الاستحواذ على “بي جي جروب” مقابل 54 مليار دولار، ومنحت الصفقة التي تمت في شباط (فبراير) الماضي الشركة محطة “كورتيس آيلاند” وغيرها من محطات الغاز الطبيعي المسال وحقول الغاز من الولايات المتحدة إلى كازاخستان.
وأصبحت الآن لديها حصة 20 في المائة من سوق الغاز الطبيعي العالمي، وعشرات من ناقلات الغاز العملاقة تجوب البحار، وضعف الطاقة الإنتاجية لمنافسها الأقرب “إكسون موبيل”، كما تعمل “شل” أيضًا على خلق سوق للمركبات التي تعمل بالغاز، خاصة السفن والشاحنات الثقيلة، التي على عكس السيارات لا يمكنها التحول نحو الكهرباء قريبًا.
وكانت شركة النفط الإنجليزية الهولندية العملاقة تستهدف في السابق إنجاز بيع عشرات الأصول حول العالم بحلول 2018 تقريبا، وذكر فان بوردين في وقت سابق من هذا الشهر لمستثمرين أن قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي يعرقل خطة لبيع أصول بقيمة 30 مليار دولار، خاصة في بحر الشمال، حيث تواجه الشركة صعوبات منذ سنوات لجذب مشترين.
وجاءت التعليقات، التي أدلى بها في اجتماع مع مستثمرين ومحللين، في الوقت الذي فوضت “شل” “بنك أوف أميركا ميريل لينش” للبحث عن مشترين لعدد من الأصول الرئيسية في بحر الشمال، ومنها حصة الشركة في حقل بوزارد النفطي، على أمل أن تجني من البيع ملياري دولار على الأقل.
ونقل مستثمران حضرا الاجتماع مع فان بوردن قوله “إن الغموض الذي ساد الأسواق العالمية عقب تصويت بريطانيا لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي سيشكل عقبة أمام البرنامج”، وقال مصدر “إن الحفل الذي استضافته “شل” لم يكن مفتوحا أمام العامة”، حيث قال فان بوردين “إنه بعد خروج بريطانيا قد يتطلب إتمام بيع الأصول أكثر من ثلاث سنوات”.
وذكر مصدر آخر تحدث معه أن فان بوردين، الهولندي البالغ 58 عاما، قد ذكر أن “خروج بريطانيا سيجعل إنجاز بيع الأصول أكثر صعوبة” ولا سيما في بحر الشمال، وقال متحدث باسم “شل” ردا على ذلك “إنه لا يوجد أي تغيير في التصريحات السابقة التي أصدرناها بخصوص برنامج السنوات الثلاث للتخارج من استثمارات بقيمة 30 مليار دولار”، وكانت “شل” قد قالت في حزيران (يونيو)، “إنها ترغب في الخروج من عشر دول بعد الاندماج مع “بي جي”، لزيادة التركيز على إنتاج الغاز عالميا والتنقيب في المياه العميقة في البرازيل”.