انطلاق الدورة الثامنة لمهرجان فيلم المرأة في «سلا» … صالة عرض جديدة … وفيلم الافتتاح ضد التوقعات
المغرب يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان: «سلا لفظ الفعل الماضي من سلا يسلو، مدينة في أقصى المغرب ليس بعدها معمور إلاّ مدينة صغيرة يقال لها غرنيطوف…وسلا مدينة متوسطة في الصغر والكبر موضوعة على زاوية من الأرض قد حاذاها البحر و النهر، فالبحر شماليها والنهر غربيها»؛ تستقطب «سلا» راهناً، السينما المغربية، حيث صور فيها المخرج المغربي إدريس المريني والمخرجة سناء عكرود، والآن يصور توم كروز مشاهد من فيلمه.
شهد حفل الإفتتاح، في يوم الإثنين 22 أيلول/ سبتمبر الحالي، تسليم درع التكريم من قبل وزير الاتصال مصطفى الخلفي للممثلة المصرية وفاء عامر، كما سلّم وزير الثقافة الصبيحي درع التكريم للممثلة الأمازيغية زاهية الزهيري، ثم تقديم لجنة التحكيم.
لم يلق فيلم الافتتاح المغربي»الأوراق الميتة» لمخرجه يونس الركاب استحسان الجمهور ولا متابعي الشأن السينمائي، فيلم ضد التوقعات، ما يثير التساؤل عن سبب اختياره في يوم الإفتتاح، الذي يعادل العنوان بالنسبة للنص الأدبي. يقول جاك دريدا «العنوان هو الثريا ينير النص»، وهكذا يُعتبر يوم الافتتاح ثريا أي مهرجان سينمائي.
كتب الناقد السينمائي ورئيس تحرير مجلة «سينيفيليا» عبد الكريم واكريم، في صفحته في «الفيس بوك» منتقداً فيلم الإفتتاح: «في بعض الأحيان تضعك بعض «الأفلام» في موقف لا تجد معه ماتقول، لكونها تذهب بعيداً في تعذيبك كمشاهد، خصوصا إذا كنت مضطرا لعدم مغادرة القاعة، لأن لا وجهة لك تتجه إليها قبل نهاية المأساة، هذا ماوقع لي اليوم مع فيلم يونس الركاب «الأوراق الميتة»، الذي يجب أن يحاسب من أعطاه الدعم المالي.
فيلم تاه صاحبه طيلة ساعتين وسبع دقائق في دهاليز لا تعرف مفهوم السرد السينمائي ولا الأدبي، رغم مشاركة أربعة كتاّب في إعداد السيناريو مع المخرج، الذي لم يكتف بهذا فقط بل ومثّل فيه، وأشتغل كمونتير أيضا.
ينظم المغرب مهرجانات سينمائية كثيرة، بعضها علامة في الدقة واختيار الأفلام، وبعضها يُراكم تراجعاً لافتاً كل دورة، رغم الدعم المالي الممنوح من «لجنة الدعم» المُشكّلة من طرف وزارة الإتصال المغربية، وهي ذات اللجنة المسؤولة عن دعم الأفلام بما يتعلق بالإخراج وكتابة السيناريو.
يتحدث الناقد السينمائي المغربي محمد اشويكة ل «القدس العربي» :» يجب الا يُعتمد فيلم «الأوراق الميتة» في افتتاح مهرجان سلا، لانه لا يرقى الى التوقعات والطموحات التي انجزتها أفلام مغربية ممتازة.. لا بأس من اعطاء الفرصة لمخرجه، ولكن ليس في يوم إلإفتتاح، في المقابل تتحمل لجنة الدعم التي هي «لجنة تقنية تشتغل بنظام التصويت» بحسبه، وليس لها أفق جمالي، تتحمل كلّ الرداءة التي يمكن أن تصل اليها بعض الأفلام المغربية».
علي البزاز