انطلاق عدسة شباب وفتيات “فون أرت” لتسجيل الشارع السعودي
أصبحت عدسة الجوال هي بصمة العين لتسجيل كل ما يمر بالفرد من لحظات وأماكن فريدة أثناء تجوله في عالمه اليومي، وفي إطار التوجه بتنمية التصوير بالجوال، نفذت مجموعة “فون أرت سعودي” تجربة مثيرة وفريدة من نوعها على ما هو متعارف عليه في ساحة التصوير الفوتوغرافي لتنطلق بأكبر تجمع من الشباب والفتيات لتوثيق الشارع السعودي بجميع تفاصيله، محدثة نقلة كبيرة في عالم الصورة وعالم الحياة السعودية.
وقد صرح أحد مؤسسي “فون أرت سعودي” عبدالسلام العمري ل”سيِّدتي نت” بأن مجموعة “فون أرت” تأسست عام 2013 بمشاركته كذلك على يد كلاً من هيثم الدهام ومروة المقيط، وأضاف: قدمنا من خلالها مجموعة من المعارض، وفكرة المعرض الحالي تهدف إلى جمع المصورين من الشباب السعوديين على مستوى السعودية في مكان واحد، وتمكنا من جمع 34 مصوراً شاركوا معنا ب 100 صورة في المعرض الذي يصور السعودي وأسلوب حياته، والهدف من المعرض والفكرة تحريك المصورين في الساحة السعودية لتغيير المسار من تصوير الطبيعة الصامتة إلى وصف لحياة المجتمع وإبراز المصورين الشباب السعوديين والتعريف بهم، وجاءت فكرة التصوير بالجوال لإيصال رسالة للمتلقي مفادها أن الهدف ليس الأداة، ولكن العين.
من جانبها، تحدثت المصورة الفتوغرافية خلود صالح البكر “خريجة أدب إنجليزي من جامعة الملك سعود” عن هوايتها التي اختصتها في توثيق حياة الناس، حيث قالت: أعمالي غالباً فيها تركيز على صور أشخاص يسبق التقاط الصورة لهم غالباً حوار مازح لكسر الحاجز بيني وبينهم حتى أصورهم، ورسالتي وهدفي هو لفت النظر إلى حقيقة وجود حياة شارع في السعودية على خلاف ما هو متعارف عليه بأسواقها وشيوخها ذوي الحرف القديمة، وهذا ما ركز عليه معرض “فون أرت” الذي تمكن من لمّ شمل مشاركين من أنحاء السعودية لإبراز المواهب فيها، وأجدهم مصدر فخر جميعاً، وأتمنى أن يكون هذا المعرض انطلاقة لمعارض أخرى تدعم توثيق الشارع السعودي.
أما نورة العريني “طالبة ثانوي” فشاركت بسلسلة صور تعبر بها عن “لقمة العيش”، وقالت: سعدت بأن أكون جزءاً من فكرة المعرض لتصوير الشارع السعودي، وقد شملت أعمالي التصويرية صور العمال وهم يعملون وسط مشاقهم اليومية العملية وتسجيل معاناتهم، ورسالتي من خلالها تفيد بأننا جميعاً سواسية، كلنا نحاول أن نحصل على مصدر رزقنا سواء كنا في بلدنا أو مغتربين، لذا يجب أن نعطف على الآخرين وننظر إلى الجانب الشاق في حياتهم.
ومن منطلق التعريف بالسياحة السعودية ضمن أعمال الطالب سعد الشهري، توجد صور لإبراز جمال المنطقة الجنوبية بسحرها، وقال الشهري: الكثير من الناس قد يجهلون جمال منطقة الجنوب وما فيها من طبيعة خلابة، لذا قدمت صوراً تبرز معالم الحياة الطبيعية لتشجيع الجمهور على السياحة الداخلية بدلاً من السفر، حيث تتوفر مناطق خلابة في بلادنا وقد يجهلها البعض.
كما قدمت بشرى الشهري “طالبة جامعية وهاوية تصوير” رسالتها التي يتحدث مضمونها عن بساطة الشارع والناس والأحياء قائلة: أخرج دائماً بجولات تصويرية في الشارع لتوثيق الحياة السعودية، في محاولة لتوصيل جمال البساطة الموجودة في أصغر الأشياء وقد لا يراها الكثيرون في الحياة القديمة البسيطة، وهذا ما أردنا أن نوصله للجمهور من خلال أعمالنا في المعرض.
من جانبه، تمنى منصور الصوفي “مصور مختص بتصوير الجوال” أن ينتشر مفهوم التصوير بالجوال بصورة أكبر، ذاكراً أن الهدف من معارض “فون أرت” الوصول إلى أكبر شريحة في الشرق الأوسط لنشر مفهوم التصوير بالجوال بكل جمالياته وتقنياته البسيطة، وله التأثير الكبير، وجاء ذلك من خلال انطلاقنا في المعرض لعرض الشارع السعودي بكل تفاصيله وعرض حياة الأشخاص الذين نراهم كل يوم، ولكنهم قد لا يلفتون الانتباه، لذا تم التركيز على ذلك المفهوم الذي يعد تجربة ممتازة تسلط الضوء على الشارع السعودي بجماليات تفاصيله في أعين الشباب.