تعرف الخريطة بأنها الشكل والتمثيل الهندسي المستوي المبسط وذلك يكون لكل جزء من اجزاء سطح الكرة الارضية بالإضافة الى توفر علاقة ملائمة للمقاييس ، كما انه يعرف بأنه أداة تعبيرية ونتيجة ما تم ارفاقه في صورة شمولية للمجال، كما انها تعرف أيضا بالرسم التخطيطي والذي يمثل سطح الأرض كاملة او جزء بسيط فقط ، كما انه يتم اظهار الحجم النسبي والموقع لكل جزء بناء ، وذلك على استخدام مقاييس رسم معين للتصغير ، بالاضافة الى اعتماد مسقط على الخريطة وان يكون محدد من المساقط المعروفة ، وذلك يساعد على توضيح الأنشطة البشرية المختلفة بالإضافة للظواهر الطبيعية للمنطقة الجغرافية . أقدم خريطة معروفة قطعة طين وُجدت في العراق، وصُنعت عام 2500 ق.م. وتظهر إحدى المستوطنات الكائنة على جبل مطل على أحد الأودية. الخرائط القديمة تعود أقدم خريطة موجودة الآن إلى بلاد بابل (العراق الآن)، في بلاد ما بين النهرين، منذ عام 2500 قبل الميلاد. وهي مرسومة على قرص طيني، ويُظَنُّ أنها تمثل إحدى المستوطنات الكائنة فوق جبل يشرف على النهر. وللبابليين فضل كبير في رسم الخرائط، فقد طوروا نظاماً لتقسيم الدائرة إلى 360° متساوية. ويُستخدم هذا النظام حالياً في معرفة درجات الطول ودرجات العرض . المصريون وقام المصريون بإنتاج خرائط تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد حيث طوروا تقنية في المساحة الأرضية تمكنهم من إعادة رسم حدود الملكيات الزراعية على ضفاف نهر النيل عقب كل فيضان الإغريق أما الإغريق، فقد حققوا تقدماً هائلاً في مجال الجيوديسيا والمساحة الأرضية، كما طوروا أنظمة تتعلق بمسقط الخريطة. كما شكوا في شكل الأرض وحجمها؛ فاعتقد بعضهم بأنها كروية، وحَسَب أحد علماء الرياضيات، ويدعى إيراتوسثينيز، محيط الأرض بدقة شديدة، وذلك في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد تقريباً بطليموس ويُعدّ الفلكي والجغرافي اليوناني كلوديوس بطليموس الخرائطي الأكثر شهرة في العصور القديمة. وقد عمل في الإسكندرية منتصف القرن الثاني الميلادي على وجه التقريب، وأورد في كتابه الجغرافيا كل ما هو معروف آنذاك عن العالم. ويتكون الكتاب من ثمانية أجزاء وخرائط وقائمة تضم قرابة 8,000 مكان، ووضع إزاء كل اسم خط عرضه وخط طوله، كما أورد فيه إرشادات لرسم مختلف المساقط خريطة العالم موجودة في كتاب الجغرافيا للجغرافي اليوناني كلوديوس بطليموس الذي عاش في الإسكندرية عام 150م تقريبًا. وقد عرف الناس القليل عن خرائطه حتى نُشرت في أطلس نهاية القرن الخامس عشر الميلادي. الخرائط في العصور الوسطى حدث تطور علمي ضئيل في صنع الخرائط خلال العصور الوسطى في أوروبا، وتمتد هذه الفترة من القرن الخامس الميلادي إلى أواخر القرن الخامس عشر الميلادي. فقد بدأ الأوروبيون رسم خرائط تدعى خرائط البورتلان ، وتتميز هذه الخرائط بدقة متميزة؛ حيث تبين سواحل البحر المتوسط والأقاليم المحاذية بتفصيل كبير. وتساعد الخطوط المستقيمة الموجودة على تلك اللوحات ملاحي السفن في تحديد الاتجاهات أما التطور الفعلي لإنتاج الخرائط خلال العصور الوسطى، فقد ظهر في العالم العربي والصين. فقد طور العلماء العرب طرقاً لقياس درجات الطول، ودرجات العرض، بعد قيامهم بترجمة كتاب بطليموس الجغرافيا ، إلى اللغة العربية، وذلك في القرن التاسع الميلادي صورة الأرض للمسعودي (المتوفى سنة 346هـ – 957م) علم الخرائط عند العرب اعتمدت كل كتب الجغرافية العربية أساسًا على خرائط، وكان الكثير من الجغرافيين يبدأون برسم الخريطة، ثم يؤلفون كتابًا في شرحها وتوضيح المعالم عليها. وأوضح دليل على ذلك أن ابن حوقل (القرن الرابع الهجري) سمى كتابه صورة الأرض ، أي أن الخريطة هي الأساس، والكتاب شرح وتعليق. وقد وصف سهراب أبو الحسن (ت نحو 330هـ، 946م) كذلك في أول كتابه صورة الأرض كيفية رسم الخرائط، بادئًا بشرح طريقة رسم خطوط الطول والعرض على طريقة بطليموس. وكان الجغرافيون العرب والمسلمون يكتبون الأرقام في خرائطهم ونصوصهم بالحروف لأن أشكال الأرقام العربية لم تكن قد تحددت بعد . العرب والمسلمين وقد عرف العرب والمسلمون أنواعاً من الخرائط منها الخرائط المسماة بصور الأرض، وهي أصح الخرائط الجغرافية وأعظمها قيمة من الناحية العلمية والعملية ، ومنها نوع آخر متأثر بمذاهب اليونان في الربط بين الفلك والجغرافيا ورسم خطوط الطول والعرض بحسب المعلومات الفلكية الوهمية، ومثال ذلك خرائط الخوارزمي وسهراب والبتاني والبيروني. ونوع ثالث تمثله خريطة الإدريسي . خريطة العالم للإدريسي (أنجزها عام 548هـ، 1153م) وكانت أهم مدرسة جغرافية خرائطية إسلامية أصيلة هي مدرسة البلدانيين والمسالكيين ، وهي ابتكار عربي خالص بدأ على أيدي أوائل الموسوعيين العرب كابن الكلبي (ت204هـ، 820م) في كتاب البلدان الكبير، وكتاب البلدان الصغير، واليعقوبي (ت 266هـ، 879م) صاحب كتاب البلدان ، والبلاذري (ت 279هـ، 892م) صاحب كتاب فتوح البلدان .. أول من رسم خريطة العالم والإصطخري (ت نحو سنة 300هـ، 912م) وهو أول من رسم خريطة للعالم الإسلامي على مذهب أهل الرحلة والمشاهدة الشخصية . كما أنه أول خرائطي مسلم رسم خرائط الأقاليم التي تكلّم عنها دون أن يتأثر باليونانيين في مذاهبهم الفلكية ، والربط بين خطوط الطول والعرض والمواقع والمواضع ، وقد تبع كل المسالكيين العرب الإصطخري في مذهبه هذا ، ولهذا سميت خرائطهم وكتبهم بأطلس الإسلام