اين يوجد ويقع نهر خور بركة
نهر خور بركة
ينبع هذا النهر موسمي الجريان سريع التدفّق من الهضبة الأرتيرية التي تقع في أعالي مرتفعات دولة أرتيريا، ويتداخل أثناء جريانه مع الحدود الشرقيّة للسودان مكوّناً سهلاً مع الكثبان الرمليّة والمنحدرات الخرسانيّة، حتى يصبّ أخيراً في البحر الأحمر، وقد يصل حجم مياهه إلى 980 مليون متر مكعّب سنويّاً، وتمتدّ مدّة فيضان مياهه من 40 إلى 70 يوماً تكون غالباً في فصل الخريف بين يونيو وسبتمبر، وينقسم هذا النهر في بعد عشرة كيلومترات إلى فرعين في السودان هما “خور شرعيت” في المنطقة الشرقيّة، و”خور دوير” في المنطقة الغربيّة، وبين هذين الفرعين تنشأ دلتا تغطّيها تراكماتٌ هائلة من الطّمي تعادل أضعاف الكميّة التي تنتج عن فيضان نهر النّيل.
دلتا نهر خور بركة
وهي المناطق التي تتشكّل عند مصبّ النهر، ونشأت عن نهر بركة عدّة مناطق دلتا هي:
دلتا طوكر
هي السهل الفيضي الذي نشأ عما فاض من الطّمي من روافد نهر بركة، وتقع هذه الدلتا ذات النوع المروحي الدّاخلي في وسط مدينة طوكر، وتشكّل المنطقة الشّمالية التي تحاذي سواحل البحر الأحمر قاعدة (الدّلتا)، بينما يقع رأسها عند نهاية خور بركة، ويتقارب ضلعي الدّلتا في الطّول، إذ يبلغ طول كلّ ضلعٍ ما يقارب الخمسة والأربعين كيلومتراً، بينما تشكّل مساحة الدّلتا كاملة 1624 كيلومتراً مربعاً، أي حوالي نصف مليون فدّان، و تُشتهَر هذه الدّلتا بجودة ترتبها، حيث تعدّ من أعلى أنواع التّربة خصوبة في العالم، كما تتميّز بتشبّعها بالمواد العضويّة والمعادن التي تحتاجها النّباتات، ما يجعلها من احسن وأفضل الأراضي المناسبة للزراعة في العالم.
مناخ دلتا طوكر كمناخ البحر الأبيض المتوسّط، حيث تبلغ معدّلات الأمطار سنويّاً ما يقارب 86 ملم، تهطل معظمها في فصل الشّتاء متوزّعة خلال نوفمبر وديسمبر ويناير، وتتغذّى العديد من الآبار الجوفيّة من الخزّان الناشئ عن فيضان النّهر في المدّة الواقعة بين النّصف الأخير من شهر يوليو إلى سبتمبر، حيث يبلغ تصريف الخزّان السّنوي 400 مليون متر مكعّب، وتصل أعماق هذه الآبار إلى 20 متراً، كما تبقى المنطقة مغطّاة بالطّمي ما يجعلها مناسبة لزراعة الكثير من أنواع الفواكه والخضراوات وغيرها كالقطن، وقد اشتهرت المنطقة بزراعة أجود محاصيل القطن فيها لمدّة طويلة.
الدّلتا الشرقيّة
تبلغ مساحتها 125 ألف فدّان، وتبلغ مساحة الأراضي التي يمكن استخدامها في الزّراعة 30 ألف فدّان، وأمّا المساحات الأخرى فتُشكِّلُها مناطق قيزان الرمليّة، وغابات مسكيت، وبعض الأراضي المالحة غير صالحة للزّراعة.
الدّلتا الوسطى
تمتلئ هذه المنطقة بأجود الأراضي الصّالحة للزراعة، وذلك لعلوّ منسوب الطّمي فيها حتى زادت مساحتها إلى 167 ألف فدّان، وتقدّر الأراضي الصّالحة للزراعة فيها بحوالي 87 ألف فدّان، وتشغل غابات مسكيت، والتي (يمكن استغلالها بعد تنظيفها) المساحة المتبقّية.
الدّلتا الغربية
تصل مساحتها إلى حوالي 128ألف فدّان، تم تقسيمها إلى 800 مربع، وتبلغ المساحة القابلة للزراعة فيها ما يقارب المئة ألف فدّان وتمتلئ بأشجار الدليب، والكثير من الكثبان الرمليّة ذات النّوع الثّابت التي كانت تمنع وصول مياه الفيضان، ولهذا تم إهمال هذه الدّلتا، مع أنّه يمكن الاستفادة جزئيّاً منها إذا تمّ تنظيفها، وسمّيت هذه الأحواض بعدّة أسماء، كاسم نجد ابقلم، وقليلما، ومكريك، وبرقدبياب، ونفيسه، وكرمبت.