بإشراف نسائي كامل بيوت عائلية في سجون السعودية
“السجن إصلاح وتهذيب” فقد يخطئ الفرد، ويرتكب جرماً ما، ولكن هذا لا يعني أبداً أن نقوم بإقصائه عن العالم، وتحديداً العالم الخارجي. وكأداة لتقويم السلوك وتهذيبه، وإصلاح العامل النفسي، الذي قد يصيب أسرة السجين، والسجين نفسه، تم إيجاد البيوت العائلية في سجون السعودية، وكذلك حفاظاً على عدم الحرج أثناء اللقاءات العائلية.
وتشرف حالياً عسكريات، وعاملات سعوديات على إدارة تلك البيوت العائلية في سجون المملكة لتوفير لقاء عائلي للسجين مع الزوجة والأطفال دون حرج، وبإشراف نسائي كامل 100%. وفقاً لما ذكرته صحيفة “عكاظ “.
وبعدما تم تأهيل عناصر نسائية مدربة لتولي هذه المهمة من خلال ما يقدمه مركز تطوير القدرات النسائية التابع للمديرية العامة للسجون من دورات تخصصية وتدريبية، فتحت الوحدات العائلية في السجون أبوابها لاستقبال النزلاء.
ويستفيد من برنامج اليوم العائلي داخل السجن، أو الإصلاحية جميع النزلاء والنزيلات من الموقوفين والمحكومين سواء أكانوا سعوديين أم غيرهم دون استثناء بعد قضاء ثلاثة أشهر في السجن من خلال عدد من الوحدات السكنية التي خُصصت لبرنامج زيارة اليوم العائلي، حيث يستطيع السجين الاجتماع بعائلته (الزوجة والأولاد) من الثامنة صباحاً وحتى الثانية ظهراً في تلك الوحدات.
واستكمالاً لمشاريع البيت العائلي التي انطلقت في كل من سجون المدينة المنورة، وحائل، وجدة، وخميس مشيط، وأبها، والرياض، واشتملت على ٨٨ وحدة سكنية بمواصفات فندقية عالية، تم تدشين البيت العائلي في السجن العام بجدة الثلاثاء الماضي، حيث دشن مدير السجون في منطقة مكة المكرمة العميد فايز الأحمري 26 وحدة سكنية، تمثل البيت العائلي في السجن العام، تتضمن صالات ترفيه للأطفال، وتحمل طرازاً فندقياً مستوحى من تراث جدة التاريخية، وتم تأثيثها بالكامل وتزويدها بالشاشات التلفزيونية، والثلاجات، والمطبخ المصغر، بالإضافة إلى كافة الخدمات الأخرى من نظافة، ووجبات غذائية، تشرف عليها إدارة السجون.
ويرى العميد الأحمري، أن هذه البيوت العائلية تساعد النزيل على تقويم سلوكه، وتهيئته للاندماج في المجتمع الخارجي، وتحافظ على استمرار الروابط الأسرية بين السجين وأسرته، وتعد حافزاً مشجعاً للنزلاء الذين لديهم زوجات وأطفال على أن يعودوا بعد انقضاء مدة سجنهم أعضاء صالحين فاعلين منتجين في المجتمع.
وبهذا الشكل يتم تأهيل السجناء للاندماج في المجتمع مرة أخرى بالحفاظ على تلك الروابط الأسرية والبيئية وعلى العامل النفسي لدى السجين وأسرته.