باولو كويلو: حياته الأدبية
باولو كويلو قرر بعد فشل كتابه الأول عدم الاستسلام ولهذا اتخذ قراراً بالقيام برحلة الحج الكاثوليكي وذلك في عام 1986 وحينها كان كويلو في سن السادسة والثلاثين، وقد سار كويلو على أقدامه مسافة تربو عن 500 ميل على طول الطريق إلى سانتياجو دي كومبوستيلا، وقد ألهمه المشي والرحلة الروحية التي عاشها في طريقه لكتابة “رواية حاج كومبوستيلا” وهي عبارة عن سيرته الذاتية للرحلة وفور العودة من رحلة الحج قرر باولو كويلو الاستقالة من وظيفته وتكريس نفسه للكتابة بدوام كامل، وبالنسبة لأغلب روايات باولو كويلو فهي ترتكز على الغموض والسحر ويتم تصنيفها غالباً من قبل النقاد على أنها روايات فلسفية وميتافيزيقية، وتلعب الإشارات دوراً بالغ الأهمية في أعمال باولو كويلو وخاصة أن كويلو على الصعيد الشخصي يؤمن كثيراً بتأثير الإشارات على مسار حياة الأشخاص حيث كان يذكر دوماً أن “الإشارات هي أبجدية يُطوّرها المرء للتخاطب مع روح العالم” ومن الجدير بالذكر أن أعمال باولو كويلو قد أثرت بشكل كبير على الإنتاج المعرفي والتراث الأدبي وذلك لأنه آمن بحلمه وصدق نفسه وترك وظيفته الآمنة من أجل تحقيق حلمه عبر تخصيص كل وقته للكتابة الأدبية وقد وضعنا باولو كويلو جميعاً أمام أنفسنا ليؤكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن النجاح قرار فردي يمكن أن يتم بدون الدعم الاجتماعي والأسري؛ فقد رفضت والدة كويلو عمله ككاتب وكانت ترغب أن يصبح مهندساً مثل والده وليس شخصاً يكتب الكتب ولكنه قرر خوض المغامرة وسار الطريق منفرداً متسلحاً بقلمه فقط، وقد حصل كويلو على الكثير من الجوائز الأدبية مثل جائزة نيلسن جولد بوك البريطانية والجائزة الأدبية الكبري التابعة لمجلة إيل وجائزة بامبي لشخصية العام وذلك خلال عام 2001، وقد قيل عن باولو كويلو من قبل بعض النقاد أنه الكاتب الوحيد الذي يكتب عبر قلبه وليس عبر قلمه.