بداية تولّيه الحكم
في عام 1900 كان عبد العزيز قد بلغ الثامنة والعشرين من عمره، فطلب من والده الإمام عبد الرحمن السماح له بالحرب لإعادة حكمه فسمح له بذلك، فذهب بصحبة عددٍ من الرجال الذين يثق بهم ومكث بأطراف الجزيرة حتى استطاع جمع عددٍ من أنصاره من قبائل البادية، وهاجم المقاطعات الجنوبيّة من نجد، واستردّها من آل الرشيد كما استعاد منطقة القصيم، ومع تعاظم قوته استنجد آل الرشيد بالعثمانين الذين أرسلوا له قوةً استطاع آل الرشيد هزيمة الملك عبد العزيز.
إلا أنّ الملك عبد العزيز أعاد تشكيل قوةٍ، وتواصل مع بريطانيا التي كانت تكنّ العداء إلى آل رشيد لتحالفهم مع العثمانين، ووقّع اتفاقيّةً معهم لحماية مناطق نفوذه مقابل دحر آل الرشيد من الجزيرة العربيّة، إلا أنّ الملك عبد العزيز لم يهاجم آل الرشيد، بل توجّه لمهاجمة الشريف الحسين بن علي شريف مكة وحاكمها وكان ذلك في عام 1919م ودارت معركةٌ بين الزعيمين سمّيت معركة تربة، انتصر بها الملك عبد العزيز، وسيطر على النواحي التي كانت تتبع للشريف حسين بن علي، وأعلن نفسه ملكاً على الحجاز ونجد.
وخلال الأعوام الواقعة بين 1927 م 1932 م استطاع الملك عبد العزيز السيطرة على معظم أراضي جزيرة العرب، فاستبدل الاسم الأول وهو مملكة نجد والحجاز باسمٍ جديدٍ وهو المملكة العربية السعوديّة، وأعلن نفسه ملكاً على البلاد، لذلك يُعتبر الملك عبد العزيز مؤسّس المملكة العربيّة السعوديّة، بعد أن وحّد جميع مناطقها.